الصحبة الصالحة.. أفضل نعم الله بعد الإسلام
الصحبة الصالحة من اعظم نعم الله ويقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ما أعطي العبد بعد الإسلام نعم خيرًا من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به».
ويقول الدكتور على جمعة ان ابن القيم رحمه الله يقول: «مجالسة الصالحين تحولك من ستة إلى ستة.. من الشك إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الغفلة إلى الذكر، ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن سوء النية إلى النصيحة».
ذلك أن الصديق خليل صديقه، يصدقه ويتبعه، ويكون تأثيره عليه أقوى من الأهل والنفس في بعض الأحيان، ولذلك قال المولى عز وجل في كتابه الكريم: «قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى» (الأنعام: 71).
فالجليس الصالح يأخذ بيدك إلى الجنة، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة»،
لذلك يوم القيامة، الأصدقاء الطيبون وممن يتمتعون بمحاسن الأخلاق تراهم ينادي بعضهم بعًضا، قال تعالى: «الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ» (الزخرف: 67).
ويروى أن كل صديق سيسأل ربه عن صديقه فلما يعلم أنه في النار والعياذ بالله يدعو ربه من الجنة أن يأتي بصاحبه معه في الجنة، وحينها يقبل المولى عز وجل ويجمع شتاتهما في جنة الخلد فأي جزاء هذا.
أما رفقة السوء فينادون بعضهم بعضًا ويأخذون بيد بعضهم بعضًا إلى النار، قال تعالى: « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا» (الفرقان: 27 – 29).