رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

د. وجدى زين الدين يكتب : زيارة السيسى لفرنسا دلالات ونتائج إيجابية

د. وجدى زين الدين
د. وجدى زين الدين

من المؤكد أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فرنسا، ناجحة مائة فى المائة، لتحقيقها الكثير من الأهداف السياسية والاقتصادية. وقد رصدت كل الدوائر العالمية نجاح هذه الزيارة واهتمت بها وسائل الاعلام الأوروبية والعربية والأمريكية بشكل ملحوظ ولافت للأنظار.
والحقيقة التى لا جدال فيها أن السياسة الخارجية المصرية والتى تحددت معالمها من خلال المشروع الوطني العظيم الذى يتبناه الرئيس بعد ثورة 30 يونيو، تؤدى دورها بنجاح باهر، بالتوازى مع النجاح الذى تحقق على الأرض فى الداخل، وخاصة بعد الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى فى مدة زمنية تتجاوز السبع سنوات بشهور قليلة، وكان تحقيقها يحتاج إلى عقود من الزمن كما قلت كثيرًا عند الحديث عن هذه الانجازات والتى أقل ما توصف به أنها معجزات تحققت على الأرض المصرية، ولا تقل عن معجزات أجدادنا الفراعنة.
زيارة الرئيس السيسى إلى فرنسا، تأتى ضمن العديد من الزيارات التى قام بها الرئيس إلى دول العالم، لتؤصل لأن مصر بات لها الدور الفاعل فى المنطقة والاقليم، ولذلك كانت الزيارة إلى فرنسا للتباحث فى الكثير من المسائل الشائكة، مع الشريك الفرنسى الذى يقدر الدور المصرى كبقية الشركاء الأوروبيين والأمريكيين الذين يعرفون أهمية دور مصر الفاعل فى المنطقة والاقليم، ما يعنى أن هناك نجاحًا عظيمًا حققته مصر خلال الفترة الماضية فى علاقاتها الخارجية سواء كانت عربية أو افريقية أو اقليمية أو دولية.
وبات من المهم فى أى أمر دولى أن تشارك فيه مصر، ولذلك جاءت الزيارة الأخيرة التى قام بها الرئيس إلى العاصمة الفرنسية باريس، والتى مكث بها أربعة أيام، وقد تناولت لقاءات الرئيس السيسى خلال هذه الزيارة المهمة عددًا من الملفات الإقليمية خاصة التطورات للأوضاع فى كل من شرق المتوسط وليبيا وسوريا والسودان وبعض المسائل الافريقية، إضافة إلى عدد من الأزمات بدول المنطقة. وقد أكد الرئيس السيسى بحنكته السياسية والوطنية، أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الدعم الكامل من المجتمع الدولى لاستعادة المؤسسات الوطنية لتلك الدول ومن أجل عودتها إلى وضعها الطبيعى وتقويتها لمواجهة التدخلات والأطماع الخارجية ودحر خطر الإرهاب وتحقيق التوازن بين دول المنطقة.
كما أن زيارة الرئيس السيسى لفرنسا أكدت على حرص مصر على تدعيم الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع فرنسا والتى تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة حوض المتوسط والشرق الأوسط. وتناولت هذه الزيارة التطلع للتنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسى خلال الفترة القادمة فيما يتعلق بالملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى دعم جسور التواصل ومسارات الحوار بهدف تحقيق تفاهم مشترك بين العالمين الاسلامى والأوروبى فى اطار من الاحترام المتبادل. ومن أبرز القضايا التى تم مناقشتها مع الجانب الفرنسى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل احياء عملية السلام، وقد تم التوافق على تركيز التنسيق المشترك بين مصر وفرنسا خلال المرحلة القادمة ومع كل الشركاء الدوليين لإعادة مسار المفاوضات بين الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية.. وقد التقى الرئيس السيسى خلال هذه الزيارة عددًا من المسئولين الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسى ماكرون، ورئيسة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلى.
وتم مناقشة وتعزيز العلاقات العسكرية والأمنية بين القاهرة وباريس، بما يمثل ركيزة للاستقرار والأمن فى منطقة المتوسط خاصة فى ضوء الدور المهم والحيوى الذى تقوم به مصر فى تحقيق التوازن الاقليمى. بل إن القاهرة حريصة على تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية وبرامج ونظم التسليح مع فرنسا فى إطار الشراكة بين البلدين فى ظل التحديات المتصاعدة بمنطقتى الشرق الأوسط وشرق المتوسط، مما يتطلب المزيد من التنسيق والتشاور من أجل مواجهة تلك التحديات. وتم التركيز خلال المباحثات على آخر المستجدات على صعيد عدد من الأزمات والقضايا الاقليمية خاصة مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة المسلحة فى المنطقة. ولذلك تم لقاء الرئيس مع إيريك ترابيه الرئيس التنفيذى لشركة «داسو» للصناعات الجوية المصنعة لطائرات الرافال الحربية. وتناول اللقاء جوانب التعاون المثمر مع شركة داسو فى ظل الخبرات العريقة للشركة فى الصناعات العسكرية

التى تعتمد على أحدث النظم التكنولوجية والفنية.
من أبرز ما تم مناقشته خلال زيارة الرئيس الناجحة إلى فرنسا، آخر تطورات ملف سد النهضة، حيث تم الاتفاق على أهمية كسر الجمود الحالى فى مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد، وذلك على نحو يراعى مشاغل ومصالح وحقوق الدول الثلاث، وتم التطرق أيضًا إلى سبل تعزيز التعاون الثلاثى بين مصر وفرنسا فى عدد من الدول الافريقية، خاصة فى منطقتى الساحل والبحيرات العظمى، وذلك لدفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها.
وتناولت الزيارة أوجه التعاون الثنائى وتحقيق خطوات نوعية فى جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتشاور والتنسيق بصورة منتظمة ودورية إزاء مختلف القضايا محل الاهتمام المتبادل إقليميًا ودوليًا. واتسمت المحادثات بالصراحة والشفافية وعكست مدى تقارب وجهات النظر حول الكثير من الملفات والقضايا الثنائية والإقليمية. واستعراض أواصر التعاون خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وكيفية تطويرها لترتقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين. إضافة إلى ضرورة الدفع قدمًا لزيادة التبادل التجارى بين بلدينا وتحقيق التوازن به عبر إتاحة الفرصة لمزيد من نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسية.
كما تناولت الزيارة إلى فرنسا تبادل الرؤى حول التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية لانتشار فيروس «كورونا» المستجد، ولتأكيد ضرورة العمل المشترك لتشجيع نشر قيم التسامح والاعتدال والتعايش المشترك بين الأديان والحضارات والشعوب ومحاربة ظواهر التطرف والإرهاب وكراهية الآخر والعنصرية وضرورة عدم ربط الإرهاب بأى دين وعدم الإساءة للرموز والمعتقدات المقدسة. ومناقشة الجهود الجارية لصياغة آلية جماعية دولية للتصدى لخطاب الكراهية والتطرف بمشاركة المؤسسات الدينية من جميع الأطراف وموضوعات حقوق الإنسان والعنصرية والإسلاموفوبيا فى ضوء ما تشهده القارة الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط من تحديات متصاعدة واضطرابات ونزاعات مسلحة. كما تم استعراض الجهود المصرية الرامية لمزيد من تعزيز حقوق الانسان لكافة المواطنين دون تمييز عبر ترسيخ مفهوم المواطنة وتجديد الخطاب الدينى وتطبيق حكم القانون على الجميع دون استثناء. كما تم الاتفاق على أهمية تصدى المجتمع الدولى للسياسات العدوانية والاستفزازية التى تنتهجها قوى إقليمية لا تحترم مبادئ القانون الدولى وحسن الجوار وضرورة استمرار المساعى النشطة لتسوية النزاعات الإقليمية بصورة سليمة استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية. وضرورة الحل السياسى الشامل فى ليبيا الذى يعالج كافة جوانب الأزمة هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على وحدته الاقليمية.
< إذن="" لقد="" نجحت="" زيارة="" الرئيس="" إلى="" فرنسا="" بشكل="" لافت="" للأنظار="" كما="" نجحت="" كل="" الزيارات="" السابقة="" لدول="" العالم="" المختلفة،="" بعدما="" بات="" لمصر="" دورها="" الفاعل="" فى="" كل="" المجالات="" وعلى="" كافة="" الأصعدة="" المختلفة.="" كل="" ذلك="" سواء="" كانت="" إنجازات="" فى="" الخارج="" أو="" فى="" الداخل="" هى="" مفاتيح="" الجمهورية="" الجديدة.="">

[email protected]