من البداية حتي النصر| كيف مر يوم ٦ أكتوبر علي الشارع المصرى؟
تمر السنين و تتوالى الأيام ما بين شروق الشمس و غروبها و لكن هناك أيام يتوقف الزمن، ليرصُد فيها التاريخ و أحداث قد تُغيِّر مجرى حياة الشعوب و الاُمم مثل ٦ أكتوبر ١٩٧٣.
تفاصيل يوم ٦ أكتوبر بالشارع المصرى:
يروى المخرج طاهر أباظة بالفضائية المصرية و الباحث فى التاريخ، لبوابة الوفد، أنه أشرقت شمس يوم السبت ٦ أكتوبر ١٩٧٣ فى تمام الساعة ٥،٥٠ دقيقة كان يوم عادى ، تسير به الحياة بهدوء و خاصة أننا فى شهر رمضان المعظم. كانت أحاديث الناس فى الشارع المصرى عن حالة اللاسلم و اللاحرب منذ٥ يونيو ١٩٦٧، و كذلك أفلام السينما مثل "خلي بالك من زوزو، أبناء للبيع"، فضلا عن زيارة وزير دفاع رومانيا لمصر و عن فتح باب العُمرة لضباط الجيش، و كان هناك أزمة طفيفة فى أسطونات البوتاجاز.
أضاف طاهر أباظة ظهرت عناوين الصحف الصباحية بالأخبار التالية مصرع نائب مدير البوليس الأسرائيلى بقنبلة فدائى عربى و أن إسرائيل تفكر فى عملية عسكرية ضد المواقع الفلسطينية، أما عن أخبار الدولة سيقوم الدكتور الزيات وزير الخارجية بزيارة تايلاند، و أن السادات أوفد بعثة لتهنئة الرئيس بيرون لتوليه رئاسة الجمهورية الأرجنتينية، أما أخبار الرياضة تعادل الزمالك مع الأتحاد وفاز الأهلى على المنيا ١:صفر.
الغريب انه لم يختلف شكل الجبهة كثيراً عن حالة الشارع المصرى فالهدوء يسود ويمارس الجنود المصريون يومهم بشكل طبيعى و على الضفة الشرقية من القناة كان الجيش الأسرائيلى من وراء خط بارليف فى حالة إسترخاء .

أشار الباحث في التاريخ لم تكن تتوقع أسرائيل قيام حرب، وذلك لانه لا يوجد ما يجذب الأنتباه على الضفة الأخرى من القناة، فضلا انه كان عيد الغفران في نفس اليوم، أما أهم أخبار الصحف الأسرائيلية فكان عن قُرب موعد إنتخابات الكنيست فى يوم ٢٨ أكتوبر.

أستطرد طاهر أباظة دارت عقارب الساعة و أصبحت الشمس فى كبد السماء إنها الساعة ٢٫٠٥ظهراً، كانت تلك هى لحظة إقلاع ٢٢٥ طائرة حربية من قواعدها لتعبر القناة وتدك حصون العدو و مواقعه،

و اندلعت النيران فى كل مكان ثم إندفعت المراكب المطاطية إلى مياه قناة السويس و هى تحمل جنود المشاة تحت غطاء المدفعية و الطيران المصرى، و بدأت مدفعية العدو ترد بوابل من القصف المدفعى و لكن الضربة المباغتة كانت قد أفقدت العدو توازنه .

قال أباظة أما فى القاهرة جاء صوت الأذاعة عبر الأثير ليعلن للعالم كله هنا القاهرة،" لقد نجحت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس و إقتحام خط بالريف.. و مازلت قواتنا تواصل القتال بنجاح " ، لتعم الفرحة الغامرة كل أرجاء مصر.

فى الجبهة كانت صورة أخرى حيث إشتد القتال بضرواة و إرتفع العلم المصرى على الضفة الشرقية من القناة، و نجح سلاح المهندسين فى إقامة الكبارى على طول خط المواجهة لتعبر من عليها الدبابات و المدرعات و يتوغل الجنود المصريون بأسلحتهم الخفيفة،و تسقط الدبابات الأسرائيلية فى مذبحة تحت وابل من قذائف الأر.بى.جى.

و يسقط الأسرائليون صرعى و أسرى و تسيطر البحرية المصرية على مسرح العمليات و تكبد العدو خسائر فادحة، و عندما بدأ قرص شمس ٦ أكتوبر فى المغيب كانت الفرحة تعم الشارع المصرى، حيث كانت قواتنا تقف هناك على الضفة الشرقية من القناة شامخة الرأس والعلم المصرى يرفرف على رمال سيناء الحبيبة.