ما سبب تسمية سورة الإنسان بهذا الاسم؟
سمِّيَت سورة الإنسان بهذا الاسم بسبب التنويه الذي ورد في بداية السورة الكريمة وذكِر فيه الإنسان، إذ يقول تعالى في مطلع السورة: {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورًا}.
حيثُ تشير الآية إلى قصَّة خلق الإنسان وإيجاد الله تعالى له بعد أن كان عدمًا لا يُذكَر لدهور طويلة لا يعلمها إلا الله وللسورة أسماء أخرى منها: سورة الدهر، سورة الأمشاج، سورة الأبرار، سورة هل أتى.
لم يرد في كتب المفسرين والفقهاء سبب نزول سورة الإنسان كاملة، وإنَّما ورد سبب نزول الآية الثامنة من السورة في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}.
فقد ورد في كتاب أسباب النزول للواحدي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان قد أجَّر نفسَه للعمل في سقاية النخيل في إحدى الليالي حتى الصباح مقابل شيء من الشعير يأخذه لبيته، وعندما أخذ الشعير طحن الثلث منه فقط ليصنع منه أهل بيته طعامًا ويأكلوه وهو
عندما نضجَ جاء مسكينٌ يطلب شيئًا فأطعموه من ذلك الطعام، ثمَّ جاؤوا بالثلث الثاني وصنعوا منه طعامًا ولمَّا نضج جاء يتيمٌ يسأل الطعام، فأطعموه منه، ثمَّ صنعوا طعامًا بالثلث المتبقي، ولمَّا نضجَ جاءَ أسير من المشركين فقدموا له الطعام، وأمضى أهل بيته يومهم ذاك من دون طعام، فأنزل الله تعالى الآية فيهم.
وقد أشار السيوطي في كتاب لباب النقول في أسباب النزول إلى أنَّ الآية نزلت في أسرى المشركين، فلم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأسر من المسلمين، بل كانوا يأسرون من المشركين ويعاني الأسرى من بعض العذاب، فنزلت الآية تأمر المسلمين أن يحسنوا معاملة الأسرى.