لتكتمل الصورة فتنة جديدة
وكأن مصر كان ينقصها المزيد ، المزيد من الأحزان والأوجاع ونحن نودع القتلى من شهداء الأمن المركزى وشهداء الشرطة ضباط وجنود وضحايا العمارات المنهارة ،
لم تجف العيون لتقفز على السطح فتنة طائفية تحول الأنظار عن المصائب التى تنهال تباعا على الشعب المسالم ، لم تزد مطالبه عن العيش الكريم والحرية والكرامة ، فتنة أعادت إلى أذهاننا ماكان يقوم به نظام مبارك حينما يحاول أن إلهاء المواطنين عن التزوير المفضوح للإنتخابات البرلمانية ، وكان حادث القديسين أبلغ دليل ، ليلة عيد الغطاس المجيد عيد يحتفل به الأقباط بعد عيد الميلاد وتحديدا فى التاسع عشر من شهر يناير ، إلا أن كنيسة القديس ( أبو فام ) فى قرية المراشدة التابعة لمحافظة ( قنا ) أبت ألا يهنأ الأقباط بالعيد أو تمر الأيام بسلام ، لأن شائعة بغيضة إنتشرت كما النار فى الهشيم أن قبطيا تحرش جنسيا بطفلة مسلمة ، وبرغم أنه ثبت كذب هذا الإدعاء بعد أن أكدت التقارير الطبية سلامتها من أى إعتداء، إلا ان هناك المئات الذين تجمهروا بعد صلاة الجمعة ليضرموا النيران إنتقاما من الأقباط ، التعدى على الأرواح والممتلكات ، ثم محاولة إقتحام الكنيسة بالقوة لولا تدخل الأمن الذى يحاول أن يبذل قصارى جهده لتفريق المعتدين ، سيناريو يتكرر مع كل فتنة طائفية (الإعتداء على الجميع ) ويتبع ذلك تهجير قسرى للأقباط لفترة ، ثم تعقد جلسات عرفية يقرر فيها عودتهم مرة أخرى ، وهكذا دواليك ، فهل تحرّوا الحقيقة بعد الشائعة ؟ ليخرج بعض المتعصبين منادين عبر مكبرات الصوت أبناء القرية والقرى المجاورة ليهبوا لنجدة المسلمين من شرور الكفار ! الذين لم يألوا جهدا وجاءوا من حدب وصوب يشاركون فى التحطيم لايدركون أن الفجوة كلما إتسعت بين أبناء النسيج الواحد سيدخل الغرباء ليعيثوا الفسادا ، طالما وجدوا الفرصة مواتية لتنفيذ مخططاتهم التى جهزوا لها منذ زمن ، ونحن نحاول ان نغض الطرف عنها لاننظر إلا تحت أقدامنا ، لاندرك أن ضعف جبهتنا الداخلية هو غاية المنى للكارهين لهذا الوطن خاصة بعد الثورة التى قام بها الأقباط والمسلمون دون تفريق وكنا بحق يد واحدة ، الآن كلما طرأت على بال الرافضين لوجود الآخر فكرة للإنتقام من الشركاء فأمامه إتهامين باتا محفوظين عن ظهر