تعرف على كيفية تثبيت الزنا
العفة من صفات المتقين وعندما حرَّم الله تعالى الزنا وجعلَ لمرتكبه عقوبة قاسية في الدنيا والآخرة، فرض مع ذلك أمورًا شديدة لتثبيت الزنا على أحد من الناس، حتَّى لا تكثر الشبهات والاتهامات الباطلة والقذف غير المثبت بالأدلة والبراهين، فجعل الله تعالى لتثبيت الزنا على أحد شروطًا يجب مراعاتها قبل تطبيق حد الزنا وتثبيت الحكم على الزاني أو الزانية، وهذه الشروط هي:
شهادة أربعة شهود: يجب على من اتَّهم أحد من الناس بالزنا أن يأتي بأربعة شهود يشهدون معه على أنَّهم رأوا فلانًا من الناس يزني مع فلانة ورأوا دخول ذكره في فرجها ويشهدون على ذلك، والدليل على هذا هو: جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: "جاءت اليهودُ برجلٍ وامرأةٍ منهم زنيا، قال: ائتوني بأعلَمِ رجلَيْن منكم، فأتَوْه بابنَيْ صوريَّا، فنشدهما كيف تجِدان أمرَ هذَيْن في التَّوراةِ؟ قالا: نجِدُ في التَّوراةِ إذا شهِد أربعة: أنَّهم رأَوْا ذكَرَه في فرْجِها مثلَ الميْلِ في المُكحُلةِ رُجِما، قال: فما يمنعُكما أن ترجموهما؟ قالا: ذهب
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "يا رسولَ اللهِ! إن وجدتُ مع امرأتي رجلًا، أؤمْهِلُه حتى آتيَ بأربعةِ شهداءَ؟ قال: نعم".
الإقرار والاعتراف: وهو أن يعترف الزاني والزانية بفعلتهما وفي هذه الحالة لا حاجة للشهود وجدير بالذكر إنَّ إثبات الزنا بشهادة شهود أمر صعب للغاية، وقد أكَّد على هذا الشيخ ابن عثيمين في قوله: "قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ولم يثبت الزنا بطريق الشهادة من فجر الإسلام إلى وقته، وإنما ثبت بطريق الإقرار؛ لأن الشهادة صعبة".