رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قوم أقف وأنت بتكلمني!

 

لم تمنع الأمطار من استمرار محاكمة العادلي.. ولم تمنع مكانة العادلي، كوزير سابق للداخلية، من معاملته كأي متهم.. صحيح أن الأمطار قد تسببت في تأخير الجلسة، إلا أنها انعقدت في موعدها أمس.. فلا الأمطار ستمنع، ولا التأجيل سيمنع.. لكن تبقي المحاكمة القائمة، بشأن التربح وغسيل الأموال.. لسة التعذيب وجرائم القتل.. وهو ما ينبغي أن ننشغل به فعلاً.. وننتظر محاكمته بشأن هذه الجرائم!

ولأهمية المحاكمة وطبيعة المتهم.. تقرر نقل المحاكمة إلي التجمع الخامس، برئاسة المستشار المحمدي قنصوه.. والمصريون مطمئنون لهيئة المحكمة.. ويعرفون أن " قنصوه" وطني، وسمعته طيبة.. قبل الثورة وبعدها.. لكنه في النهاية يتصدي لقضية محددة.. وأقصي حكم فيها معروف مقدماً.. إذن أقصي العقوبة المقررة لا تشفي الغليل مقدماً!

مهم جداً ألا نتعرض لقضية أمام القاضي وهيئة المحكمة.. ومهم جداً ألا تقام المحاكمات الصحفية والإعلامية.. ولكن هذه القضايا المعروضة الآن أمام المحاكم.. كانت قضايا قهر قبل أن تكون متعلقة بفساد ذمم.. ومهم أيضاً أن تكون المحاكمات عادلة.. لكن متي كانوا هم يلتزمون بالعدل، مع خلق الله؟.. قالت النيابة إنها تطالب بأقصي عقوبة علي »العادلي« هذا صحيح.. لكن ماهو أقصي عقوبة في هذه الحالة؟.. خاصة أن النيابة قالت: »نحن في ملحمة من الفساد، التي أصابت هذا الوطن المنكوب!«

والنيابة عليها عبء كبير هذه الأيام.. فقد فوجئت بأن تسونامي الفساد، انفجر فجأة في وجه الوطن.. كما أن هيئة المحكمة، تملك من القدرة والوطنية، أن ترد حق الوطن، وحق المصريين.. وفي الوقت نفسه توفر محاكمة عادلة.. ولأن هيئة المحكمة تعرف طبيعة الظرف، وتعرف طبيعة المتهم، فقد بدأت جلسة أول أمس بنداء علي »العادلي« ورد قائلاً:

»أيوة يا فندم!«

وهنا أثبتت المحكمة حضوره، وأثناء مرافعة النيابة طلب »قنصوة« من »العادلي« الوقوف، وعدم الجلوس داخل قفص الاتهام، وقال له: »يجب أن تظل واقفاً، ولا تجلس، ليس من قبيل التذنيب، ولكن لضرورة المشاركة في القضية« وأمر بإعطائه ورقة وقلماً، لتسجيل ملاحظاته علي ما تبديه النيابة، من وقائع منسوبة إليه.. يا سلام.. منتهي العدل.. قوم أقف وانت بتكلم النيابة.. لا تذنيباً، ولكن للمشاركة.. إذن هي محاكمة عادلة.. وده كلام هنحتاجه بعدين.. ركزوا معنا!

لاحظوا أن المتهم الماثل أمام هيئة المحكمة، مثل أي متهم.. لا يجلس في المحكمة.. وإنما يقف.. ويقف ليسمع ويشارك، وليس لكي يتم تذنيبه.. ثم يأمر رئيس المحكمة له، بورقة وقلم يدون ملاحظاته.. بعيداً عن هيئة الدفاع.. مع ملاحظة أن المصريين، لم يشاهدوا صور الوزير السابق، داخل القفص.. ولم يسمح لهم.. ومع ملاحظة أن المصريين، يريدون إعدام العادلي.. ولكن هيئة المحكمة تتعامل بعيداً عن مشاعرها.. وهذا هو شموخ القضاء.. وهذه هي العدالة.. التي لم يراعها »العادلي« يوماً من الأيام.. وعاث في الأرض فساداً.. هو والعصابة التي كانت تحكم الوطن!