كيف يحاسب الله الناس يوم القيامة في ساعة واحدة

الإيمان بالغيب من صفات المتقين، وقال الشيخ أحمد فرج العالم بالأزهر الشريف أن سيدنا على رضي الله عنه، سئل كيف يحاسب الله الناس فى الأخرة فى وقت واحد فأجاب وقال "كما يرزقهم جميعا فى وقت واحد فسبحانه وتعالى يرزق الجميع من طعام وشراب وكسوة وسكن فى وقت واحد، فهو قادر على أن يحاسبنا فى وقت واحد.

 

وقال إن قدرة الله على كل شيء يدخل في عمومها قدرته على حساب الخلق كلهم في وقت واحد، فقد قال الله تعالى: إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {البقرة:20}، وقال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا {فاطر:44}، ولكن هل يحاسب الله الناس كلهم فعلاً في وقت واحد فهناك تفصيل في المسألة، فالأنبياء والشهداء اختلف في حسابهم هل يحاسبون أم لا.

 

وأما غيرهم فالظاهر تفاوتهم فأول من يحاسب هم أمة الرسول صلى الله عليه وسلم، لما في الحديث: نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يقال أين الأمة الأمية ونبيها فنحن الأخرون الأولون. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

 

وفي حديث مسلم: نحن الآخرون من أهل الدنيا الأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق، وهم يحاسبون على حقوق الله أولاً وأولها الصلاة ثم على حقوق العباد وأولها الدماء.

 

قال ابن تيمية رحمه الله في "درء تعارض العقل والنقل" 4/ 129 – 130: "والله سبحانه يحاسب الخلق في ساعة واحدة، ولا

يشغله حساب هذا عن حساب هذا، وكذلك إذا ناجَوه أو دعوه أجابهم، كما في "الصّحيح" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني ويبن عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي ... " الحديث (2)، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يقول هذا لكل مصلٍّ والنّاس يصلّون في ساعة واحدة والله تعالى يقول لكل منهم هذا ... " .

وقال القرطبيّ رحمه الله في "تفسيره" (18/341) (( إنّ الله سريع الحساب )) : " أي لا يحتاج إلى تفكّر وعقد يد كما يفعله الحاسب لأنه العالم الذي لا يعزب عن علمه شيء فلا يؤخر جزاء أحد للاشتغال بغيره ، وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم كذلك في ساعة واحدة ".