رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أمام سعد زغلول.. العربجية يتظاهرون بسبب التاكسي

العربجية يتظاهرون
العربجية يتظاهرون

عند ظهور شركات أوبر وكريم احتدم الصراع بينهما وبين التاكسي الأبيض وشركات السيارات الخاصة، إلا أن العربجية دخلوا في إضراب بعشريينات القرن الماضي؛ بسبب ظهور التاكسي وانتشاره فى القاهرة، حيث شعر سائقي الحنطور بخطرًا يهدد رزقهم.

 

وبعد المظاهرات، جاء تحرك منهم بالذهاب إلى زعيم الأمة أنذاك سعد زغلول؛ للإعلان عن استيئاهم من ظهور التاكسي الذى أصبح بديلًا عنهم.

 

وفى السابع من شهر فبراير عام 1942، اتجهت الحناطير إلى منزل رئيس مجلس الوزراء فى مسيرة كان تهتف بضرب الهواء بالكرابيج.

العربجية يتظاهرون أمام بيت الأمة

 

جاءت المظاهرة قوية خصوصًا أنهم متجهون لبيت الأمة، متسلحين بجملة سعد زغلول التظاهر حق مقدس كحق الكلام والانتخاب، طالبوا سعد بالخروج وهو ما قام به بالفعل، فوفق صحيفة البلاغ الأسبوعية، غادر الزعيم المائدة قبل إكمال إفطاره، وأطل عليهم من البلكونة، والعجيب أنهم افتتحوا كلامهم إليه بالدعاء له:شفاك الله ،اللهم قوى زعيم الأمة، ورد عليهم "أشكركم، إن قلبي معكم مادمتم متحدين"، واستمع بكل انتباه لخطاب العربيجية، الذين طالبوا بقانون يمنع السيارات من شوارع القاهرة.

 

وفى إحدى اللحظات انتهز الزعيم هدوء أصواتهم، بعدما فضفضوا بما عندهم، وسألهم لماذا لم تقولوا هذا الكلام للحكومات السابقة على وزارتي، والسيارات بدأت في عهودهم، فأجابوه بصوت جماعي:دي حكومات عيَّنها الإنجليز لمصلحتهم، لكن حكومتك فقد انتخبناها لمصلحتنا.

 

ولما كان الغضب ظاهرًا في تصرفاتهم، وأقوالهم، استعان الزعيم بخبرته العميقة في التفاوض، وقدرته السياسية، ليمتص ثورتهم، قائلًا لهم بود كبير، وبِلُغة يفهمونها جيدا:أنا عربجي مثلكم، وأقود العربة كما تقودونها، والحكومة هى الحنطور، والشعب هو الراكب الوحيد، وواجبي

أن أوصله إلى الاستقلال التام لمصر والسودان، والفارق الوحيد بيننا أنني لا أحمل كرباجا".

 

أردف زعيم الأمة: أعلم أنكم اشتركتم فى الثورة، وضحيتم بقوتكم فى أحلك الأيام من أجل مصر وحريتها، وأنكم على استعداد أن تكرروا هذه التضحية من أجل تقدمها، فلا حرية مع التأخر، ولا استقلال مع التخلف، ماذا كنتم تقولون لو أن أصحاب العربات الكارو طلبوا منع عربات الحنطور وأصبحنا الشعب الوحيد فى العالم الذى لا ينتقل إلا فوق عربات كارو، أنا لا أكلمكم كرئيس وزراء ولا كزعيم أمة ولكنى أتكلم كفرد منكم، يهمنى مستقبلكم، لأن مستقبلكم هو مستقبلي، سأفعل ما تريدون، إذا كنتم تريدون أن تتقدم مصر بسرعة العربة الحنطور فسأخضع لرأيكم، وإذا أردتم أن نتقدم بسرعة السيارة وبسرعة الطيارة فسأفعل ما تأمرون به.

 

  1. وحينها رد المتظاهرون:نريد أن تتقدم بسرعة الطيارة، ثم جاءت الهتفات يعيش سعد باشا، عاد سعد إلى مائدته ليكمل الإفطار بعد ما أعطى للمتظاهرين ما هو أغلى من المال، ورحل المتظاهرين بعدها متنصرين بالشعور بالكرامة والأهمية.