رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

«هيثم».. بين ملائكية هالة فؤاد ورجولة أحمد زكى

بوابة الوفد الإلكترونية

الدموع هى رفيق «هيثم أحمد زكى» فى حياته وكأنها الوسادة التى يغفو عليها للحظات بين الحين والآخر من سلسلة الألم التى مرت بحياته، منذ وفاة أمه هالة فؤاد، وعمره تسع سنوات، ثم بعدها بفترة قصيرة جده المخرج أحمد فؤاد، وخاله هشام فؤاد، ثم كانت الصدمة الكبرى والمعاناة التى عاشها فى ريعان شبابه بوفاة السند الأب «أحمد زكى».. لم يكن «هيثم» يعلم أن دموع الفرح التى انتابت الجميع عندما كتب له صلاح جاهين شهادة ميلاده شعرًا هى آخر علاقته بلذة السعادة فى تلك الدموع.

كتب صلاح جاهين:

هيثم أحمد زكى وأمه هالة فؤاد

الواد طالع ذكى لأمه وأبوه يا ولاد

هيثم يوم ما اتولد وقالوا لنا ده ولد

عرفت كل البلد هيثم أحمد زكى

المحزن والمثير للشجن أن آخر ما كتب هيثم أحمد زكى على صفحته كانت كلمات بها الكثير من الشجن، ولكنه شجن المؤمن بأن كل شىء بيد الله والراضى بما كتب له: «نصيحة منى للى عاوز يسمع النصيحة زى ما إحنا سمعنا نصايح من أحسن ناس إيجابية عرفناهم فى حياتنا.. اللى عاوز ربنا يبارك له فى حياته ويكرمه إحمد ربنا على أى شىء لو كل واحد أتمنى الخير لغيره ربنا هيكرمه.. بلاش تحقد على غيرك وبص لغيرك عشان تبقى حاجة حلوة زيه مش عشان تحقد عليه ومش عيب تطور من نفسك حتى لو مامعكش فلوس.. وخليك فى حالك واعمل كل اللى نفسك فيه ويريحيك ما دام بعيد عن الحرام مهما كانت الحالة اللى كنت فيها تأكد إنك أحسن من غيرك بكتير كل واحد فينا عنده حاجة ومميزات مش عند التانى وربنا خلقنا عشان نكمل بعض بأى شكل وأنا واحد من الناس كل ما بقول الحمد لله وبصبر بلاقى ربنا بيدينى من فضله حتى لو بعد وقت طويل. اصبر واحلم بالحاجة اللى إنت عاوزها سواء كبيرة أو صغيره هتجيلك حتى لو بعد وقت طويل وعن تجربة ليا تواضع.. احلم.. اصبر.. هتلاقى».. تلك الكلمات لا تلخص أيامه الأخيرة ولكن ربما مشواره الفنى كله منذ أن قدم فيلم "حليم" استكمالًا لما قدمه أحمد زكى، ثم جاء البلياتشو وللأسف لم يحقق نجاحًا كبيرًا، فابتعد هيثم حتى جاء دوره فى مسلسل الجماعة مع وحيد حامد، وبعد ذلك كف القمر مع خالد يوسف، ودوران شبرا مع خالد الحجر. ومؤخرا ابتعاده عن المشاركة فى أى أعمال فنية عقب فيلم «الكنز»، رغم أنه عرض عليه عدة أعمال، لكنه رفضها لرغبته فى العودة للتلفزيون من خلال عمل قوى وجماهيرى، ورأى أنه وجد ضالته فى مسلسل «كلبش 2»، فكان اختياره لشخصية عاكف أبوالعز بالاتفاق مع المخرج بيتر ميمى، وكان تحمسه للدور من منطلق أنه مكتوب بشكل جيدة ولم يقدمه من قبل.

ورغم أن الشخصية التى قدمها فى المسلسل كانت ضد البطل «سليم الأنصارى» المحبوب للمشاهد، إلا أن شخصيته فى العمل كان مبررا تصرفها فهو عنده أسبابه، «فعاكف» ينتقم مثل «سليم»، ينتقم لوالده حيث أهين وسحل مثل البهائم وسط الناس، طول الوقت، «عاكف» من وجهة نظره ينتقم، هو شخصية شريرة لأنه يعمل مع إرهابى دولى، ويتاجر فى السلاح ويعمل مع داعش والقاعدة وإسرائيل، إنه فى هذا العمل قام بدور الشرير الذى من الممكن أن تحبه وتتعاطف معه بسبب تطورات تحدث للشخصية تكتشف فيها أسباب وصولها لذلك الشر. قدم دوره بلهجة صعيدى ومن أجل ذلك تعاون مع مصحح اللهجة عبدالنبى الهوارى، الذى عمل معه من قبل فى «كف القمر»، الغريب أن هيثم الذى قبل هذا الدور فى مسلسل كلبش 2، رفض من قبل مسلسل غرابيب سود. ومن أجل الدور حلق شعره، وهيثم فى هذا العمل قدم نوعا من الأكشن الخاص بالتمثيل وليس فى مشاهد الحركة، ولم يقدم حركات الأكشن العادية إلا فى آخر المسلسل.

هيثم أحمد زكى بطبعه شخص

غير اجتماعى، يفضل الإنزواء عن الوسط الفنى. هيثم لم يكن مرفهًا كما يتخيل الناس لأن أحمد زكى، ربَّاه لكى يكون رجلا، ولم يشعره بأنه ابن نجم وفنان مشهور متعالٍ على الناس أو بعيد عنهم، ولكنه علمه الاعتماد على النفس منذ الصغر.

ورغم أنه حصل على دور البطولة فى فيلم البلياتشو، ولكنه أصر بعد ذلك على تقديم الدور الجيد بدلا من البحث عن دور بطولة بلا قيمة، لذلك كانت مميزة فى «السبع وصايا» و«دوران شبرا» و«كلبش»، فمساحة الدور لا تؤثر على اختياراته، ولكن كل ما يعنيه هو جودة الدور وقوته وتأثيره. ورفض «هيثم» المشاركة فى مسرحية العيال رجعت لأنه يرى أنها من أهم 5 مسرحيات، فتخوف من المخاطرة بتأدية أحد أدوارها.

«هيثم» كان مميزًا عندما قدّم شخصية منصف فى السبع وصايا، الشخصية كان بها تحد، لأنها بعيدة عنه، والعجيب أنه وافق عليها بعد أن قرأ أول حلقتين، دون أن ينتهى من باقى السيناريو، لأنه سيناريو كان يرى أنه عبقرى، وكان يؤمن أن المسلسل أحداثه من الواقع وليست مجرد خيال.

بل إن «هيثم» كان يرى أن «منصف أنصفه» لأنه ظُلم فى بداياته من الناس والنقاد الذين كانوا يقارنونه بالممثل العملاق بأحمد زكى. وخاصة أن دور «منصف» كان صعب عليه، لأنه يقدم شخصية ابن يقتل أباه، مشاهد المشاعر بها مركبة وغامضة. ورغم أن «منصف» كانت شخصية شريرة إلا أنها تختلف عن شخصية تاجر المخدرات التى قدمها فى مسلسل «دوران شبرا»، وحققت نجاحًا وعلّمت مع الناس. وظهر «هيثم» أيضا كضيف شرف مع هند صبرى فى مسلسل «إمبراطورية مين».

«هيثم» كان يرفض أن يقارن مع أحمد زكى، بل إن وضعه فى جملة مفيدة معه كان يصيبه بالقلق، فقد كان يرى نفسه مجرد ممثل شاب، أما أحمد زكى فهو التاريخ إنه المدرسة والمرجع فى التقمص. وبالتالى كان يرى أن المقارنة ظالمة، لذلك كان يحاول أن يؤدى الدور بطريقته.

وأخيرا لقد رحل هيثم أحمد زكى فجأة ولم ينل ما يستحق كفنان.. ترى هل كان يردد ما قاله أحمد زكى من قبل: «إنتوا هتعرفوا قيمتى لما أموت، كنا نقول له ليه؟ إحنا عارفين قيمتك، يقولك لأ، لما تحطوا البريء، جنب البيه البواب والسادات والهروب والإمبراطور وزوجة راجل مهم، هتعرفوا مين هو أحمد زكى، طول ما أنا بينزلى فيلم كل سنة، وإنتوا شايفين الفيلم ده بس مش هتفهموا التاريخ أو المكتبة الكبيرة اللى أنا عاملها».

يبدو أن ميراثه الرحيل مبكرا من أمه، وأن يشعر بالألم من البعض كما حدث أحيانا لأحمد زكى.