رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خير الناس من طال عمره وحسن عمله

بوابة الوفد الإلكترونية

السعى الى العمل الصالح من الاعمال التى يحبها الله سبحانه وتعالى  فعلينا ان نغتنم الاوقات  لان الأعوام والشهور والأيام والساعات تمضي وتنقضي ، وهي رأس مال الإنسان في هذه الحياة الفانية، فالسعيد من اغتنمها في الطاعات ، وشغلها في إرضاء رب الأرض والسموات ، والشقي من ضيَّعها في المنكرات ، وأهدرها في المعاصي والمحرمات.

 

يقول ابن القيم رحمه الله : “السَنةُ شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمرها ،فمن كانت أنفاسه في طاعة ، فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية ، فثمرته حنظل، وإنما يكون الجداد – (أوان قطع ثمر النخل) – يوم المعاد ، فعند الجداد يتبين حلو الثمار من مرها، والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب ،فروعها الأعمال ،وثمرها طيب الحياة في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة، فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك”. ا

 

فعمرك إنما هو وعاء لأعمالك, فلا تكن حريصاً على الوعاء ،بدون حرص على ما يحتويه هذا الوعاء, لأن قيمة الوعاء بما يحتويه, وقيمة عمرك بما تجنيه, إن خيراً فخير, وإن شراً فشر.

 

ودعاء المؤمن بطول العمر في الدنيا ،ليس المقصود منه طول المكث فيها فقط ، فقد يكون وقتك وعمرك قصيراً ، ولكن الخير فيه كثير وكثير جداً.

 

فهذا هو سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه, في فترة وجيزة  من عمره لا تتجاوز السنتين ونصف هي فترة ولايته، ملأ فيها الأرض عدلاً ، بعدما ملئت جوراً وظلماً.  

 

فطول العمر ليس خيراً للإنسان إلا إذا أحسن عمله، كما قال الله تبارك وتعالى:

﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178].

 

فهؤلاء الكفار يملى الله لهم – أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات، لا لخير لهم ولكنه شر لهم – والعياذ بالله لأنهم سوف يزدادون بذلك إثماً.

 

ولذلك كره بعض العلماء أن يدعى للإنسان بطول العمر والبقاء إلا أن يقيده بقوله :

( أطال الله بقاءك أو عمرك في طاعة ، أو على طاعته )                                                             

وطول العمر أو قصره ليس للإنسان فيه تصرف؛ لأن الأعمار بيد الله – عز وجل -،

وأما حسن العمل؛ فإنه بإمكان الإنسان أن يحسن عمله؛ لأن الله تعالى جعل له عقلاً،

وأنزل الكتب، وأرسل الرسل، وأقام الحجة، فكل إنسان يستطيع أن يعمل عملاً صالحاً .

 

والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن بعض الأعمال الصالحة سبب لطول العمر، وذلك مثل صلة الرحم؛

ففي الصحيحين (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ :« مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ».