"مسرح العرائس".. عالم خيالى سرق عقول الأطفال والكبار
 
 
يقول شارلى دييه، إن عروسة الطفل الصغيرة هى أصل الدمية المسرحية، ومنها ولد هذا المسرح، فالطفل يرى دميته كائنا حيا.
ومن خلال هذه العلاقة بين الطفل ودميته وهذا العالم الخيالى الذى يلفهما معا، انبثق مسرح الدمى، أو فن العرائس، هذا العالم الساحر الذى يسلب عقل وقلب الأطفال والكبار
ويعد فن العرائس من الفنون والثقافات الأسيوية القديمة، ثم نقل العرب عنهم فن العرائس و مسرح الدمى، حتى أصبح جزءا من الفنون والتراث الشعبى المتعلق بعالم الأطفال والصبيان، وشهد مسرح الدمى أوج ازدهاره فى القرن الـ14 للميلاد، حيث مثل وسيلة للتسلية والترفيه من خلال تجسيد القصص والخرافات والأساطير .
وكانت بداية ظهور "فن العرائس" فى القرن 14 فى تركيا و العراق لينتقل بعد ذلك الى منطقة الشام ومصر، ورغم التركيز على هذه الفترة الزمنية لظهور فن الدمى فقد أشارت عديد من المراجع إلى أنه مسرح العرائس قد ظهر قديما عند الفراعنة الذين تميزوا بصنع عرائس لها مفاصل يمكن تحريكها .
ويعد أقدم عروض العرائس ذلك العرض الذى كان يقدم سنويا فى احتفال كبير بفيضان النيل، حيث يقدمون له عروسة غير آدمية كقربان للنيل لكى يفيض عليهم بمائه .
كما انتشر هذا الفن أيضا عند الصينين، والأوروبيين، واليابانيين، الذين تفننوا فيه حتى أصبح مسرح العرائس إحدى أدوات التعليم و التلقين، حيث يتهافت عليه الصغار و الكبار
كما عبر مسرح الدمى عن الأوضاع الاجتماعية والسياسية، فمن اشهر فنانى مسرح الدمى فى العصر الحديث الفنان المصرى محمود شكوكو ( 1912 - 1985 ) الذى صنع له دمى صغيرة على شكله بالجلباب البلدى والقبعة المميزة التى كان يرتديها.
ولابد من الإشارة إلى رائد مسرح العرائس بمصر صلاح السقا، صاحب العرض المسرحي للعرائس الأشهر على الإطلاق "الليلة الكبيرة "، فقد منحه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وساما خاصا بمناسبة هذا العرض عام 1989.
وكان "السقا" مدير أول مسرح عرائس بمصر وأحدث فى هذا المجال طفرة كبيرة كما ساهم فى انشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الاخرى مثل: سوريا و الكويت و قطر وتونس والعراق .
 
                    
          
                