الإخوان.. واحتلال التليفزيون
للتليفزيون المصرى فى قلبى ونفسى معزة خاصة، وهو صاحب فضل لا ينكر على العبد لله، فعن طريقه عرفنى المشاهد العربى والمصرى، وتطلع لآرائى وأفكارى، لذلك عندما أتحدث عن هذا الجهاز، فإننى أتحدث من خانة المحب ومن موقع الحبيب!
فقد لاحظت طوال الأسبوع الماضى طفح وجود إخوانى مكثف على كل برامج التليفزيون حتى أننى أكاد أتخيل أصدقائى من المعدين، وهم يتصارعون على استضافة قادة الإخوان ورجالهم فى برامجهم، حتى إن القناة الأولى استضافت قيادى إخوانى اسمه محمود حسين ليتحدث عن تاريخ الإخوان فى قيادة الحركة الوطنية، وبعده بيوم واحد استضاف برنامج قاهرة المعز، الذى يستضيف فى الغالب ثلاثة ضيوف على الأقل القيادى الإخوانى المكروه شعبياً محمد البلتاجى يرد على حملات الإعلام الكاذبة ـ من وجهة نظره طبعاً ـ على الإخوان والسيد الرئيس وكان سيادته يحشر اسم الرئيس فى كل جملة مفيدة أو غير مفيدة.
أما عن أخبار الرئيس فحدث ولا حرج فهى الخبر الأول والثانى وحتى التاسع فى نشرات الأخبار، وبعد النشرة عرض كامل للقاءات الرئيس وصحبه، وكأن الدنيا لم تتغير، حتى إننى أكاد أنتظر أن ينطق المذيع باسم محمد حسنى مبارك بعد سماعى لاسم الرئيس محمد مرسى.
الأسلوب نفسه، والمنهج نفسه، وكأننا لم نشهد ثورة ولا خلافه، وكأننا أدمنا صناعة ألهة العجوة حتى نعبدها، كما كان يفعل العرب، قبل الإسلام، وأنا هنا أوجه رسالتى لوزير الإعلام الذى نجح بالفعل خلال الفترة الماضية فى أن يجعل التليفزيون قبلة للمعارضين وأصحاب الرأى المخالف، الذين كانوا فى الغالب ينتقدون المجلس العسكرى وأحياناً يصل بهم الشطط لحد سب المشير وزملائه وهذا ما جعلنى أشيد بقادة الإعلام الرسمى فى أكثر من محفل أما ما نراه الآن، فهو ردة كاملة ونكوص عن حرية الإعلام لعل أبسط مظاهرها حجب الأصوات المعارضة
يا سادة يا مسئولى ماسبيرو محمد مرسى لن يكون أبداً محمد حسنى ولا الشعب المصرى سيكون هو نفس الشعب المصرى الذى قبل المذلة والخنوع فلا تتنازلوا عن حريتكم التى نلتموها بعد الثورة، ونحن معكم ومن قبلكم فى مواجهة الوحش القادم، ولن نفرط فى حقنا أبداً، فهذا الجهاز ليس «عزبة» للإخوان وأتباعهم، ولكنه ملك لجميع المصريين مؤيدين ومعارضين، ولعل هذه المعركة ستكون أول معاركنا مع هذه الجماعات الظلامية وأفكارهم وجهلهم وتسلطهم.