روايات العسكري..!
"أكد شهود عيان من أهالي العباسية في فيديو مصور وهم يقفون بجوار مسجد النور أن المسلحين الذين يقفون فوق مسجد النور هم تابعون للجيش وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على المواطنين والدليل على هذا، أن قوات الجيش عندما صعدت فوق المسجد وقفت مع المسلحين دون أن تقبض عليهم وكأن هناك تعاونا بينهما.
ويظهر في الفيديو الذي صورته إحدى المواطنات مجموعة من المدنيين يشاهدون أحداث العباسية من فوق الكوبري المواجه لمسجد النور ويحذرون قوات الجيش من وجود مسلحين فوق المبنى ولكن يفاجأ شهود العيان أن المسلحين يقفون بجوار رجال الجيش بعد صعودهم فوق المسجد دون أي مشاكل مما يثير استهجانهم وتعجبهم مما يحدث.
وقال أحد الشهود في الفيديو: "دي تمثيلية عاملها الجيش وبلطجيته على الشعب وإحنا كنا خايفين عليهم من المسلحين لكن لما طلعوا وقفوا معاهم ولا كأنهم طرف تالت ولا بلطجية رغم أنهم كانوا بيضربوا نار من شوية".
هذا الخبر نشرته بوابة الوفد مرفقا بالفيديو وقد شاهدته ولم أتعجب كثيرا لأنني صرت أتشكك كثيرا في كل ما يخرج عن المجلس العسكري من بيانات أو ما يقوله جنرالاته خلال مؤتمراتهم الصحفية أو المتحدثون باسمه في إعلام المجلس العسكري الذي كان هو أيضا إعلام مبارك.
الشكوك بدأت منذ أحداث ماسبيرو التي شهدت سقوط ضحايا مصريين حيث خرجت بيانات المجلس ومؤتمراته الصحفية لتبرئ القوات تماما من الدماء التي سالت، ولما اعترفوا قالوا إن الذي تم دهسه بالمدرعة أو المدرعات متظاهر واحد بطريق الخطأ لكن بعد ذلك تخرج تقارير لجنة تقصي الحقائق صادمة لتقول إن نحو 13 تم دهسهم.
ما حصل في العباسية سيناريو كبير هدفه تبرير الاعتداء على المعتصمين وتصويرهم على أنهم شياطين كانوا يخططون لضرب الدولة وإسقاطها عبر اقتحام مقر وزارة الدفاع لبث التخويف العام في قلوب المصريين خصوصا أن الجيش ومقراته وثكناته لها مكانة وقيمة خاصة في القلوب. لكن ألا تلاحظون أن مفردة إسقاط الدولة هي الأكثر استخداما الآن لدى العسكري وإعلامه ورجاله؟. أي دولة تلك التي ستسقط من اعتصام أو مظاهرة أو مليونية؟، وأي دولة قديمة وتاريخية تلك التي نتحدث عنها وتسقط بهذه السهولة اللهم إلا إذا كانت دولة من ورق ونحن لا ندري؟.
هي فزاعة أخرى اسمها إسقاط الدولة يتم اختلاقها لتخويف عموم المصريين من الثورة والثوار والقوى السياسية وشيطنتها كلها ليكون المجلس العسكري فقط هو الجهة الوحيدة الملائكية الطاهرة الحريصة على الدولة بينما غيره هم المخربون الذين يريدون إسقاطها. كأن المجلس العسكري يحتكر وحده الوطنية بينما ما دونه عملاء وخونة مستعدون لبيع البلد!!. الحقيقة أنه إذا كانت الدولة ستسقط فذلك بسبب إدارة
سيناريو العباسية يقول إن إسرائيل كانت تنتظر ساعة الصفر وهي هجوم المعتصمين على وزارة الدفاع لتندفع هي إلى سيناء لاحتلالها بحجة سقوط الدولة المصرية بحجة أن أمنها بات مهددا؟. هل رأيتم أخطر من هذه الحبكة لتجعل المصريين يخرجون للشوارع يطالبون العسكري بإعلان الأحكام العرفية وحكم البلاد لإنقاذها من الاحتلال الإسرائيلي المزعوم والعصف بكل من يتحدث عن ثورة وتغيير.
يا كاتب ويا مروج هذه السيناريوهات لم أعد أقتنع بقصصك ورواياتك التي يغلب عليها الخيال والتخويف.