المستفيد الأول!
نسمات الحرية التي تهب علي المنطقة العربية ضد الحكام الطغاة، تبشر بالخير، فبعد خلع النظامين التونسي والمصري، انتفضت الشعوب في اليمن والجزائر والبحرين وليبيا تطالب بإسقاط النظم العربية الفاسدة، التي تمتص دماء المواطنين.. بشائر التغيير علي المنطقة العربية ستقتلع جذور كل الطغاة الذين جثموا علي صدور الشعوب لفترات زمنية طويلة.. في المقام الأول لدينا أمل كبير في إسعاد هذه الشعوب خلال الفترات القادمة، وأن ثمار هذا التغيير ستعود بالنفع علي شعوب المنطقة وأبسط هذه الثمار هو الحرية التي افتقدتها الشعوب طوال عقود زمنية طويلة.. لكن يبقي السؤال المهم جداً من المستفيد الأول من ثورات الشعوب العربية؟!.
المستفيد الأول من ثورة الشعوب العربية ضد حكامها الذين عاثوا في الارض فساداً هو أمريكا والغرب، وقد يرد قائل وما علاقة أمريكا والغرب بالباحثين عن الحرية والديمقراطية؟!.. والمسألة باختصار شديد جداً وهي الأموال العربية الكثيرة والطائلة التي يمتلكها لصوص الشعوب العربية سواء التي يمتلكها الحكام العرب أو حاشيتهم والتي هربوها الي الخارج هي التي تنعش أمريكا والغرب.. بمعني أن كل الارصدة العربية المودعة في الخارج والتي نهبها الحكام ورجال الانظمة الفاشية، المستفيد منها حالياً هو البلاد المودعة فيها هذه الاموال. فمثلاً الثورة التونسية التي خلعت نظام بن علي، كشفت عن أموال باهظة خارج الارض التونسية، لم تعد هذه الاموال الي الشعب التونسي رغم إبلاغ الثورة التونسية بتجميد هذه الاموال.. فهل عادت، لإنعاش الاقتصاد التونسي.. لا أعتقد أن هذا قد حدث!!.
والمثل الثاني هو الأرصدة المصرية الواسعة التي كشفت عنها ثورة 25 يناير، وتجري التحقيقات بشأنها حالياً مع اللصوص المصريين الذين نهبوها من دم الشعب المصري. هل ستعود هذه الاموال الي الشعب المصري الثائر علي الجوع والفقر
الارصدة المصرية الباهظة بالخارج سرقها لصوص من دم الشعب المصري، والآن يسرقها لصوص آخرون بالخارج.. والمصريون هم الضحية أولاً وأخيراً.. لصوص سرقوا لصوصاً.. والشعب يئن ويتوجع من الفقر والجوع.. والمستفيد الأول إذن هو شعوب الدول المودعة فيها الاموال المهربة من مصر.. يعني ان أمريكا والغرب هما المستفيدان كل الاستفادة!!.