بالصور.. المدينة الجامعية بطنطا «مدفن وسجن» للطلاب

«سجن كبير»- إن جاز التعبير- يجبر الطلاب على قضاء أجمل أيام حياتهم فيه، هذا هو حال المدن الجامعية بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، التى تعتبر الخيار الوحيد المتاح أمام المغتربين "المتفوقين" فى ظل ارتفاع أسعار إيجار الشقق وصعوبة توفرها، ورغم التصريحات الوردية التى يتشدق بها المسئولون كل عام عن الانتهاء من إجراءات الصيانة والترميمات إلا أن الواقع يخالف تلك الادعاءات التى تستوجب محاسبة المتشدقين بها.
الغريب فى الأمر أن الفوز بسكن جامعى بمثل تلك المواصفات غير الآدمية أصبح أمرا بعيد المنال، ويتطلب الكثير من الشروط بدءا من ضرورة الحصول على تقدير عالٍ وانتهاء بأهمية الحصول على الموافقات الأمنية والتى تقوم بتحريات على كل طالب وطالبة لتوافق على تسكينهم فى ما يسموه بالمدينة الجامعية، ولا يخلى عملية تسكين الطلاب من حمى المجاملات والواسطات أيضا.
تعتبر حجرات الطلاب هى نموذج للسجون الانفرادية فمساحتها فى أحسن الأحوال من متر إلى مترين ولا يوجد أى تهوية سوى شباك صغير يسمح ببصيص ضوء صغير، الغرف مظلمة، وأسرة تشبه أسرة المسجونين بل ربما أسوأ فالمساجين يتابع أوضاعهم لجان حقوق الإنسان أما هؤلاء الطلاب ليس أمامهم خيار سوى السكن فى تلك "الخرابة" إذا حالفة حظه، بالإضافة إلى وجبات لا تصلح طعاما للقطط والكلاب.
ورغم أن العام الدراسى دق الأبواب فإن المخالفات داخل المدينة الجامعية لا حصر لها، ولا تصلح للسكن أساسا فبعيدا عن الحجرات غير الآدمية، هناك أجزاء كبيرة من المبانى أيلة للسقوط بسبب مياه الصرف الصحى التى تغرق الحجرات والحمامات كل عام، فضلا عن انقطاع المياه المتكرر، وعودتها برائحة كريهة ولون أسود، وانتشار الحشرات والفئران، كما تفتقد تلك المدن لأبسط قواعد النظافة والحماية من انتقال العدوى بين الطلاب.
تقول إحدى الطالبات رفضت ذكر اسمها خوفا من الطرد من جنة المدينة الجامعية "الأوضاع فى منتهى السوء داخل المدينة رغم أننا نجبر على دفع رسوم ومصاريف تبدأ من 350 جنيهًا وتتضاعف كل عام دون سبب واضح أو إحساس بظروف الطلاب
وتابعت الطالبة شكواها "الحجرات لا تصلح سوى مدفن فالمراتب بالية ورائحتها عفنها وتسكنها الحشرات وتعتبر مصدر للأمراض وتساءلت عن مصير الأموال التى تذهب للترميم والصيانة وتجديد تلك المنشآت، ولماذا لا يتم محاسبة المسئولين ومعرفة مصير الأموال التى يتم رصدها لتنظيف وتطوير تلك المدن الجامعية ولا نعلم مصيرها فى نهاية الأمر.
من جانبهم طالب عدد من أولياء الأمور بوجود جهة تتولى الإشراف فعليا على أداء تلك المدن الجامعية والتى يستأمن فيها الأهالى على أولادهم ولابد أن تكون أيدى أمينة هى التى ترعاهم وتحميهم من المرض والفيروسات المعدية التى تنتقل فيما بينهم بسبب غياب الإشراف والرقابة، وأكدوا على حق أبنائهم فى سكن آدمى خاصة أن معظمهم طلاب متفوقين ولديهم أحلام عريضة لخدمة وطنهم ومن ثم لا ينبغى معاملتهم بتلك الطريقة غير الإنسانية.