الإعلام يصنع الأزمات .. ولا يطرح حلولاً
نحن علي حافة الهاوية، وكلنا نعبر تجاهها علي جسر من المتاجرة الإعلامية بكل ما هو غال ونفيس يخص مصر، ولا أحد يتقي الله فيها،
الاعلام أصبح سيركا كبيرا منصوبا لتدمير مصر وللأسف أن جميع القوي الإعلامية تشارك فيه بالآراء المتلونة وغير المسئولة. وللأسف ان التورتة لم تعد صالحة للتقطيع والتهامها فإننا حولنا مصر إلي مرتع للأفكار الهدامة خلال السنة الماضية، كل واحد يبحث عن السبق الاعلامي والكلمات الرنانة والتشدق بالألفاظ. اننا في حاجة إلي وقفة حقيقية مع الذات الاعلامية ووضع حدود وخطوط حمراء، وصفراء، وعلي أي لون لتقف أمام تلك العربة التي فقدت السيطرة علي لجام حصانها فأصبح يصول ويجول في كل مكان مدمرا كل شيء أمامه.. لقد أصيب الناس بالملل من تلك الشخصيات التي أصبحت مكررة علينا ليل نهار، تراها في كل الفضائيات حتي أصبحت كأنها تجلس إلي جوارك في منزلك تتابع معك تلك المأساة اليومية، وحتي اللقاءات الجادة تضيع وسط هذا الهراء الاعلامي، لقد انتظرت كثيرا رؤية لقاء مع الشخصية المحترمة والعظيمة د. محمد غنيم لنسمع رؤيته المستنيرة لخريطة طريق نبدأ من خلالها في رسم أحلامنا ولكن جاء اللقاء مع محمود سعد وقد سيطرت عليه الأحداث التي بالطبع فرضت عليه وعلينا ورغم هذا كان المنطق هو محور أفكاره ولم ينسق نحو الشعارات الرنانة والتصريحات النارية التي يستخدمها غيره من نجوم اللقاءات الفضائية في الاونة الأخيرة لأنه لا يحتاج إلي هذا الهراء ليقول انه صاحب رؤية ويمتلك نواصي الأفكار.. اننا في حاجة الي مناقشة هذا التدفق من الأفكار التي طرحها د. غنيم مع محمود سعد. وفي اشتياق إلي لقاءات أخري عندما تهدأ الأحوال لمناقشة أحوال مصر. ان شخصية مثل د. غنيم تعرف ماذا تقول يجب تواجده بشكل مكثف حتي يعطي آمالاً في المرحلة القادمة إلي جانب الاستفادة مما يقوله. فإن حواراته وآخرين علي نفس القدر من المسئولية نحتاج إليها الآن. لقد شهدت منذ أكثر من شهر