رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شباب الأقباط شاركوا في الثورة

عندما قامت ثورةُ 25 يناير 2011 رافعةً شعار:"الشعب يريد إسقاط النظام" نظامَ حسني مبارك، تحركت جماهيرُ الشعب المصريّ في هذه الثورة كما لم تتحرك في أيّ ثورة من الثورات المصرية الشعبية الكبرى..

لكنّ قيادة الكنيسة الأرثوذكسية برعاية الأنبا شنودة الثالث قد وقفت مع مبارك ضد الثورةِ والأمّة.. ورغم ذلك  تمرّد على موقف الكنيسة هذا قطاعٌ من شباب الأقباط الذين انخرطوا في الثورة وقدموا  ضمن شهدائها عدداً من الشهداء.
ولقد لاحظت أنّ الأنبا موسى ـ عضو المجمع المقدس وأسقف الشباب ـ كان الوحيد بين رجال الكهنوت الذي أيّد الثورة واستخدم تعبير "الانصهار" للعلاقة بين المسيحيين والمسلمين في مصر بدلاً من تعبير "الوحدة الوطنية" ولقد سعدت كل السعادة بهذا الموقف للأنبا موسى، فأنا متابع لمواقفه الوطنيّة المتميزة منذ ما يقرب من ربع قرن.. ولقد سبق ونشرت له كلاما؟؟ عن الانصهار بين مكونات الشعب المصري الدينية.. وعن رفضه تسييس المسيحية والكنيسة.. وذلك من مثل قوله "نحن كأقباط لا نشعر أننا أقلية، لأنه ليس بيننا وبين إخواننا المسلمين فرق عرقي لأنهم مصريون؟؟ وأقول: كلنا أقباط، بمعنى أنّه يجري فينا دم واحد من أيام الفراعنة، ووحدة المسألة العرقية تجعلنا متّحدين مهما اختفلنا، طبعاً هناك التمايز الديني، لكن يظلّ الأقوى والأوضحُ الوحدةَ العرقيّة، كذلك قد نشعر ـ نحن الأقباط ـ بشعور الأقلية البغيض الذي يعاني منه غيرنا، نحن أقلية عددية فقط، ولكن هذا لا يجعلنا نشعر أنّ هناك شرخاً بيننا وبين المسلمين.
من جهة الهويّة العربية، نحن مصريون عِرقاً، ولكنّ الثقافة الإسلامية هي السائدة الآن، وكانت الثقافة القبطية هي السائدة قبل دخول الإسلام، وأيّ قبطيّ يحمل في الكثير من حديثه تعبيرات إسلامية، يتحدث بها ببساطة ودون شعور بإنهاء دخيلة، بل هي جزء من مكوناته.. نحن نحيا العربية، لأنها هويتنا

الثقافية، ومقتنعون ـ بالطبع ـ بأنّ فكرة العروبة فكرة سياسية واقتصادية وثقافية، بالإضافة لوحدةِ المصير المشترك.. والعلاقة بين الجذور والعروبة علاقة تناصرية .. إنها دوائر متداخلة.
ونحن نرفض المسيحية السياسية لأنّ المسيح قال: "مملكتي ليست بالعالم".. ولو حدثت المسيحية السياسية تصبح انتكاسة على المسيحية، كما حدث في العصور الوسطى أيام كان البابوات هم الذين يدشنون الإمبراطور وينصبونه، هذه هي المسيحية السياسية التي نرفضها، لأنها تختلف عن المسيحية".
مصر دائماً دولة مسلمة ومتدينة، ولكن بدون تطرف، ولو عشنا كمسلمين وأقباط في إطار الصحوة الدينية المصحوبة بصحوة وطنية فيكون المستقبل أكثر من مشرق.
نحن في مصر نسيج واحد، وسعداء بذلك، وهذه حماية استراتيجية لنا كأقباط.. وتقسيم مصر فكرة مستحيلة، وغير مسيحية، ولو فكرنا في ذلك معناه أننا نجهز أنفسنا للإبادة.. إنها فكرة صهيونية وليس قبطية" .
لقد كتب الأنبا موسى هذا الكلام النفيس قبل أكثر من عشرين عاماً من قيام ثورة 25 يناير 2011، ولم أقرأ لأحد من كبار رجال الكنيسة في عهد الأنباء شنودة – غير الأنبا موسى مثل هذا الكلام – لذلك لم يكن غريباً أن ينفرد هذا الرجل المحترم بتأييد الثورة، والتي عارضها آخرون، وتآمر عليها كثيرون..