رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خريطة سكانية جديدة.. لماذا؟

أزمات المجتمع المصري تتفاقم ويزداد تعطيلها للإنتاج والنمو. وهي تجتاح كل المدن والقري، الإسكان، الشوارع، المرور، المواصلات، التعليم، والمدارس وغيرها وغيرها. لا يمكن أن تعالج كل منها علي حدة، بعيداً عن السبب الرئيسى للتخلف الحضاري والخلل الاقتصادي والاجتماعي في مصر.

ما يصيب القاهرة يصيب جميع مدن وقري مصر من ازدحام وكثافة سكانية تفوق أعلي المعدلات والمشاكل والأزمات، والعشوائيات في البناء والإسكان، والعشش التي تنتشر علي أطراف مدن الأقاليم وعلي جوانب الترع والمصارف في الريف المصري.
لا تنمية ولا تقدم ولا حل لجميع أزمات مصر إلا بعلاج أسبابها الحقيقية وهي اثنان بالتحديد، النظام السياسي، والتكدس السكاني في وادي النيل.
الأول هو النظام السياسي وقد تم التخلص منه والحمد لله، ولكن يبقي ألا نعود إليه أو إلي ما يماثله.
الثاني هو التكدس السكاني في وادي النيل وليس الزيادة السكانية، التكدس والتزاحم في الوادي هو ما يودي بمصر بصفة خاصة، ويعوق كل سبل التنمية والنمو، ذلك بسبب طبيعة مصر المتفردة عن كل بلاد العالم، فهي تتكون من أرض زراعية خصبة محدودة جداً وسط صحراء شاسعة تشكل 97٪ من أرضها، فراغ ينعي التعمير، وأرض زراعية لا تزيد علي 3٪ تحقق الأمن الغذائى للمصري الذي جعله يصنع أعرق الحضارات التي توالت آلاف السنين.
اليوم هذا الوادي ينوء بحمل عشرات الملايين من المصريين،

تدهس الزرع، وتقتل الضرع، ويضيق الأمن، وتمتد الأيادي لتتسول غذاءها.
إنقاذ الوادي من السكان حتمية لحياة مصر والمصريين، فهي أولاً: تحقق الأمن الغذائى وتحمي المجتمع المصري من الجوع وتسول الغذاء والتفرغ للتنمية وصنع الحضارات.
ثانياً: إنقاذ الوادي بتلك الخريطة السكانية الجديدة تجعل الثقل السكاني للمصريين يعيش في المناطق النائية عن الوادي، وعدم الحاجة للاتصال بالوادي.
مناطق نائية شاسعة، ومدن جديدة تحقق الفراغ الحيوي اللازم للإنسان، بعيداً عن المشاكل والأزمات والتزاحم والاختناق.
لذلك يتحتم إخلاء الوادي من جميع الأنشطة ومحاور التنمية، ولا يبقي فيه من سكان مصر إلا زارعو الأرض والعاملون بالسياحة للاستفادة من الثروة العمرانية، حتي تستطيع مصر أن تتبوأ مكانتها المناسبة بين البلاد السياحية، فيفد إليها 70 مليون سائح في السنة مثل فرنسا وإسبانيا، وليس فقط 5 ملايين اليوم. فيكون بذلك محور السياحة هو أكبر محاور مصر الاقتصادية.. وللحديث بقية.

dr. [email protected]