صور نادرة في ذكرى زيارة السادات لإسرائيل.. "ثعلب السياسة" يواجه ألد أعدائه في عقر دارهم
تمر اليوم الذكرى الـ 48 لزيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى إسرائيل والتي حدثت في 19 نوفمبر عام 1977 في مفاجأة هزت العالم وصدمت العالمين العربي والإسلامي وأحدثت جدلا كبيرا في الشارع المصري.
ووصل الرئيس الراحل السادات إسرائيل مساء يوم 19 نوفمبر واستمرت الزيارة حتى 21 نوفمبر، حيث ألقى خطابه الشهير في مجلس دولة الاحتلال التشريعي “الكنيست” وقابل أبرز قادة دولة الاحتلال حينها، في خطوة اتخذها “ثعلب السياسة” من أجل تحريك المياه الراكدة نحو تحقيق السلام لتحرير شبه جزيرة سيناء بعد حرب أكتوبر المجيدة 1973.
وأدرك الرئيس السادات بعد مرور 4 سنوات بأن حالة الحرب لن تعيد سيناء من أياد دولة الاحتلال التي تساندها الولايات المتحدة وقوى الغرب بأقوى وأحدث الأسلحة، لذا اتخذ طريق التفاوض والضغط وإحراج الكيان الصهيوني أمام العالم من خلال مد يده بالسلام وهو ما تحقق بعد ذلك من خلال مفاوضات كامب ديفيد الطويلة والشاقة وتم تحرير سيناء في نهاية المطاف.
ولاقت خطوة السادات هجوما كبيرا من المعارضة المصرية والنقابات المهنية، وأيضا هجوما كبيرا ومقاطعة من الدول العربية للدرجة التي طردت فيه مصر من جامعة الدول العربية ونقل مقرها إلى تونس، ورغم ذلك قال السادات في لقاء له إن السلام مع إسرائيل “مجرد هدنة”.
خطوة السادات نفسها وإعلانه في مجلس الشعب المصري بخططه لزيارة إسرائيل التي خاضت حروبا طاحنة مع مصر في 1948 و1956 و1967 و1973 وإلقائه خطابا في الكنيست يدعو فيه للسلام والعيش المشترك قوبلت بالتشكيك في مصر وإسرائيل والعالم، ففي مصر اعتقد البعض أنها مناورة لتحرير سيناء وفي العالم قالوا إنها دعاية يستخدمها السادات للشهرة واحتلال مساحات إعلامية أما في إسرائيل فكان الأمر مختلفا حيث حذروا من خدعة لشن حرب خاطفة على غرار 6 أكتوبر أو قتل قادة إسرائيل المنتظرين في المطار.
وتبقى زيارة السادات لإسرائيل محطة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط؛ خطوة كسرت ثوابت الزمن وأعادت رسم معادلات القوة والسياسة في المنطقة.
ورغم ما أثارته من صدامات وعزلة واتهامات، فإنها سجلت اسم السادات في صفحات التاريخ كزعيم امتلك جرأة القرار في لحظة مصيرية، وفتح بابًا لتغيير لم يكن ممكنًا عبر البندقية وحدها.
لقد كانت زيارة أشبه بالمقامرة الكبرى، دفع الرجل ثمنها حياته، لكنها غيّرت مسار وطنٍ بأكمله، وأثبتت أن السياسة ليست دائمًا ما يراه الناس، بل ما يصنع التاريخ.





















اقرأ المزيد..