ترميم الآثار وتبادل الخبرات .. اليابان تواصل دعم المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح
تتواصل فصول التعاون الثقافي والعلمي بين مصر واليابان داخل أروقة المتحف المصري الكبير، الذي أصبح رمزًا للشراكة الدولية في حماية التراث الإنساني.
أكدت ميادة راغب، الممثل الأول الإقليمي للوكالة اليابانية للتعاون الدولي في مصر (جايكا)، أن التعاون بين مصر واليابان يتجاوز حدود التمويل ليشمل مجالات أوسع، أبرزها ترميم الآثار وتبادل الخبرات الفنية.

وأوضحت راغب، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صباح الخير يا مصر" على القناة الأولى، أن التعاون في مشروع المتحف المصري الكبير بدأ عام 2006، حين قدمت "جايكا" تمويلًا ميسرًا للمشروع، أعقبه تمويل تكميلي عام 2016 لاستكمال أعمال الإنشاء، ما يعكس متانة العلاقات الثقافية والعلمية بين الجانبين.
وأضافت أن التعاون بين البلدين سيستمر بعد الافتتاح من خلال مشروعين رئيسيين؛ الأول يتعلق بالتشغيل والإدارة، والثاني يهدف إلى دعم مركز الترميم ليصبح مركزًا عالميًا للبحث العلمي ونقل المعرفة إلى دول العالم، ما يعزز مكانة مصر كمركز رائد في حفظ التراث الإنساني.
كما أوضحت أن الوكالة اليابانية ساهمت بتمويل قدره نحو 500 مليون ين ياباني (3.5 مليون دولار) في مشروع حفر وترميم مركب خوفو الثاني. وقد شارك فريق مصري ياباني بقيادة البروفيسور يوشيمورا وبالتعاون مع جامعة واسيدا في ترميم أكثر من 1650 قطعة خشبية، تمت إعادة تجميعها لتُعرض إلى جانب المركب الأول داخل المتحف المصري الكبير في معرض خاص يوثق إنجازًا أثريًا استثنائيًا.
ويعد المتحف المصري الكبير أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف العصور المصرية، من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني، ويقع على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، في موقع استراتيجي يربط بين الماضي والحاضر.
ويُعرض داخل المتحف لأول مرة المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تضم أكثر من 5000 قطعة أثرية نادرة، تم إعدادها بعناية لتُعرض بتقنيات إضاءة وعرض متطورة تحافظ على قيمتها الجمالية والتاريخية.