بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خبير أثري لـ "الوفد": هناك تمثال يظنه الزوار لملك لكنه في الحقيقة لملكة عظيمة

خبير الأثار المصرية
خبير الأثار المصرية الدكتور علي أبو دشيش

بين أروقة المتحف المصري الكبير يقف تمثال ضخم يجذب أنظار الزوار منذ اللحظة الأولى، بملامحه القوية وهيبته الملكية التي توحي بأنه لأحد ملوك مصر العظام، إلا أن المفاجأة التي لا يدركها كثيرون أن هذا التمثال يخص سيدة عظيمة حكمت مصر بذكاء وقوة، إنها الملكة حتشبسوت، إحدى أعظم نساء التاريخ المصري القديم.

 تمثال حتشبسوت
 تمثال حتشبسوت

يُظهر التمثال الملكة وهي جاثية على ركبتيها في وضع التعبد، تحمل بيديها أواني "قرابين" لتقديمها للإله آمون رع، في مشهد يجمع بين التقوى والعظمة في آنٍ واحد، ونُحت التمثال من الجرانيت الأحمر الصلب، ما يعكس دقة الفنان المصري القديم في إظهار أدق تفاصيل الجسد والملامح رغم الطبيعة القاسية للمادة.

 

ويبدو أن الملامح القوية للتمثال من الصدر العريض والذقن البارزة وغطاء الرأس الملكي التقليدي هي السبب في اعتقاد كثير من الزوار أن التمثال لرجل، لكن الحقيقة أن الفنانين في عهد حتشبسوت تعمدوا تصويرها بمظهر الملوك الرجال كي تؤكد أحقيتها في العرش بعد أن تربعت على الحكم في زمنٍ كان يُعد فيه المُلك للرجال فقط.

 تمثال حتشبسوت
 تمثال حتشبسوت

خبير أثري: تشبّه حتشبسوت بالرجال كان قرارًا سياسيًا ودينيًا استراتيجيًا

وقال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الأثار المصرية والمدير التنفيذي لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، خلا تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد" الإلكترونية، أن تشبّه حتشبسوت بالرجال في صورها وتماثيلها، وارتداءها لأزياء الفراعنة الذكور، كان قرارًا سياسيًا ودينيًا استراتيجيًا، ولم يكن له علاقة بكونها لم تكن أنثى.

 

وأضاف علي دشيش، ​أن  المنصب الأعلى في مصر القديمة كان "الفرعون"، وهو مفهوم سياسي وديني ارتبط بشكل أساسي بالذكور، وكان يُنظر إلى الفرعون كـ "حورس الحي" على الأرض وفي الثيولوجيا المصرية القديمة، كان دور الملك الذكر هو ضمان النظام الكوني "ماعت"، موضحًا أن المجتمع المصري القديم لم يكن مستعدًا لتقبل مفهوم فرعون أنثى بصفة دائمة، خاصة بعد أن تجاوزت دورها كوصية على ابن زوجها (تحتمس الثالث) لتتولى الحكم الفعلي.

علي أبو دشيش خبير الأثار المصرية
علي أبو دشيش خبير الأثار المصرية

وعن ارتدائها عباءة الملكية، فقد قال علي أبو دشيش كان ذلك لتأكيد شرعيتها وسلطتها المطلقة أمام الكهنة والشعب، وكان عليها أن تتبنى الزي والصفات الرسمية التي لا لبس فيها لـ الفرعون، هذا يتضمن ،ارتداء اللحية المستعارة الاحتفالية التي كان يرتديها الفراعنة الذكور، وارتداء النقبة القصيرة (الشنديت)، تصويرها على هيئة ذات عضلات وأكتاف عريضة في بعض التماثيل.