بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الجلوس لفترة طويلة.. عادة مكتبية تهدد القلب والعظام

الجلوس لفترة طويلة
الجلوس لفترة طويلة

في زمن الشاشات والعمل المكتبي، أصبح الجلوس لفترات طويلة عادة يومية يصعب تجنّبها، لكنها في المقابل تُعد من أخطر السلوكيات التي تهدد صحة الإنسان بصمت فقد أثبتت دراسات طبية أن الجلوس المستمر لأكثر من ست ساعات يوميًا يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، وضعف العظام، ويؤثر حتى على الحالة النفسية والمزاج العام.

ويفسر الأطباء ذلك بأن الجلوس الطويل يقلل تدفق الدم في الجسم، ويؤدي إلى تباطؤ عملية حرق السعرات الحرارية، ما يساهم في تراكم الدهون حول البطن والأحشاء الداخلية. ومع الوقت، تتأثر الدورة الدموية ويضعف نشاط القلب، كما تتأثر العضلات التي تفقد مرونتها تدريجيًا نتيجة قلة الحركة.

 

ولا تتوقف الأضرار عند القلب فقط، بل تمتد إلى العظام والمفاصل، خاصة العمود الفقري والرقبة، حيث يسبب الجلوس المستمر ضغطًا متزايدًا على الفقرات، ما يؤدي إلى آلام مزمنة في الظهر وتصلب العضلات. كما أن الجلوس بطريقة غير صحيحة أمام الحاسوب أو الهاتف يزيد من احتمال الإصابة بما يُعرف بـ “حدبة التكنولوجيا”، وهي انحناءة بسيطة في الرقبة والظهر تظهر بمرور الوقت.

 

أما على المستوى النفسي، فقد كشفت أبحاث أن الجلوس لساعات طويلة دون حركة يرتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب، بسبب ضعف تدفق الدم إلى الدماغ وقلة إفراز هرمونات السعادة التي تنشط أثناء الحركة.

 

ولتجنّب هذه المشكلات، ينصح الخبراء باتباع قاعدة بسيطة تُعرف بـ “قاعدة الخمس دقائق”، وتعني الوقوف أو المشي لمدة خمس دقائق بعد كل ساعة من الجلوس. كما يُفضل استخدام المكاتب القابلة للوقوف، أو ممارسة تمارين الإطالة الخفيفة خلال فترات العمل.

 

ومن العادات المفيدة أيضًا ضبط وضعية الجلوس بحيث تكون الشاشة في مستوى النظر، والظهر مستقيمًا، والقدمين على الأرض بشكل مريح. بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم، لأن الجفاف يزيد من الشعور بالتعب وقلة التركيز.

 

وفي النهاية، يؤكد المختصون أن الجلوس الطويل قد يبدو أمرًا بسيطًا، لكنه مع مرور الوقت يتحول إلى خطر حقيقي على القلب والعظام والمزاج. لذلك تبقى النصيحة الأهم هي: تحرك أكثر لتعيش بصحة أفضل، فالحركة دواء مجاني لا يحتاج وصفة.