تجاهل فحص ضغط الدم يؤدي إلى مضاعفات خطيرة دون أعراض
يُعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض انتشارًا حول العالم، لكنه في الوقت نفسه من أخطرها، لأنه غالبًا ما يتسلل إلى الجسم دون أعراض تُذكر، حتى يسبب مضاعفات يصعب علاجها ولهذا يصفه الأطباء بأنه “القاتل الصامت”، نظرًا لقدرة المرض على الإضرار بالقلب والمخ والكليتين دون أن يشعر المصاب بأي ألم في بدايته.
ويرى الخبراء أن السبب الرئيسي في تفاقم حالات ارتفاع الضغط هو إهمال الفحص الدوري والاكتفاء بالاعتماد على الشعور العام فالكثيرون يظنون أنهم بخير طالما لا يشعرون بدوخة أو صداع، لكن الواقع أن الجسم قد يكون تحت ضغط مرتفع منذ شهور دون علامات واضحة ومع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى إجهاد القلب وتصلب الشرايين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية أو الدماغية.
كما تشير الدراسات إلى أن العادات اليومية تلعب دورًا كبيرًا في ارتفاع الضغط، خصوصًا الإفراط في تناول الملح والوجبات الجاهزة الغنية بالصوديوم، إلى جانب قلة الحركة، والسهر، والإجهاد المستمر فكل هذه العوامل ترفع ضغط الدم تدريجيًا حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون من مشاكل صحية سابقة.
وينصح الأطباء باتباع أسلوب حياة صحي يشمل تقليل الملح في الطعام، والإكثار من الخضروات والفواكه، وممارسة النشاط البدني بانتظام ولو بالمشي نصف ساعة يوميًا. كما يُنصح بقياس الضغط مرة واحدة على الأقل كل شهر، حتى في حال عدم وجود أعراض، لأن الاكتشاف المبكر يسهّل السيطرة عليه ويمنع المضاعفات المستقبلية.
كذلك يُنصح بالابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين والتدخين، لأنهما من أبرز العوامل التي ترفع الضغط بشكل مباشر. كما يجب الحفاظ على نوم منتظم لا يقل عن سبع ساعات يوميًا لتقليل التوتر الهرموني الذي يؤثر بدوره على الأوعية الدموية.
ويؤكد المختصون أن علاج ضغط الدم ليس فقط في الدواء، بل في أسلوب الحياة. فالفحص المنتظم، والنظام الغذائي المتوازن، والهدوء النفسي، يمكن أن يجنّب الإنسان الدخول في مرحلة الخطر. وفي النهاية تبقى القاعدة الذهبية واضحة: راقب ضغطك لتحمي قلبك، فدقيقة واحدة للفحص قد تنقذك من مضاعفات تمتد لسنوات