دليلك الغذائي للحمل.. مكملات أساسية تدعم خصوبة الزوجين

الحمل .. لا يقتصر الاختلاف بين الرجال والنساء على الشكل والوظائف الهرمونية فحسب، بل يمتد إلى ما هو أعمق: الميكروبيوم المعوي. 

ومع البلوغ، تبدأ بكتيريا الأمعاء في التكيف تبعًا لهرمونات الجنس، كالاستروجين والتستوستيرون، ما يعني أن التكوين البكتيري لكل من الرجل والمرأة يصبح فريدًا، وله تأثير محتمل على الصحة الإنجابية والخصوبة.

وتشير الدراسات إلى أن هذه الاختلافات الميكروبية قد تساهم في صعوبة الحمل، لا سيما مع التراجع العالمي في جودة الحيوانات المنوية، وتأخر النساء في تكوين الأسر إلى ما بعد سن الثلاثين، وهو ما يجعل العناية بالنظام الغذائي أمرًا بالغ الأهمية.

كيف تؤثر الميكروبات على الخصوبة؟

يلعب ميكروبيوم الجسم دورًا محوريًا في إنتاج الهرمونات الجنسية، كما يؤثر على توازن البكتيريا في المهبل لدى النساء والسائل المنوي لدى الرجال. فعلى سبيل المثال، البكتيريا "النافعة" مثل اللاكتوباسيلس تهيئ بيئة مهبلية مثالية للحمل، وعند اختلال هذا التوازن، قد تظهر مشكلات كـ التهاب المهبل البكتيري الذي يصيب واحدة من كل ثلاث نساء في سن الإنجاب، وقد يزيد خطر الولادة المبكرة أو فشل التخصيب.

مكملات غذائية يجب التفكير بها

تشير الأبحاث إلى أهمية بعض المكملات لدعم الخصوبة، ويعد حمض الفوليك أساسيًا للنساء قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل لدعم نمو الجنين العصبي. 

كما يُنصح بتناول مضادات الأكسدة مثل السيلينيوم وفيتاميني C وE لحماية البويضات من التلف الخلوي.

بالنسبة للنساء في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات، قد يكون الإنزيم المساعد Q10 مفيدًا لتحسين جودة البويضات. 

وأظهرت دراسات على نساء يخضعن لعلاجات الخصوبة أن تناول هذا المكمل ضاعف من فرص الحمل لديهن.

أما الرجال، فعليهم التركيز على تناول الزنك، السيلينيوم، وأحماض أوميغا 3 الدهنية لدعم عدد الحيوانات المنوية وجودتها.

غيّري طعامك... تغيري فرصك

بجانب المكملات، ينصح الخبراء بتبنّي نظام غذائي متوسطي غني بالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، الدهون الصحية، والبروتينات النظيفة. يُظهر هذا النمط الغذائي تأثيرًا إيجابيًا في دعم خصوبة الرجل والمرأة على حد سواء، خاصة من خلال أحماض أوميغا 3 المتوفرة في الأسماك الزيتية والمكسرات.

كما أن إضافة أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي الطبيعي مع ملعقة من العسل يساعد على تغذية البكتيريا النافعة وتحسين توازن الميكروبيوم.

خطوات بسيطة.. ونتائج واعدة

الخصوبة لا تتوقف فقط على العوامل البيولوجية المعقدة، بل تتأثر أيضًا بخياراتك اليومية. تبني نظام غذائي متوازن، إضافة المكملات المدروسة، وتعديل نمط الحياة، كلها خطوات يمكن أن تُحدث فرقًا ملموسًا في رحلتك نحو الإنجاب.

في النهاية، لا يوجد حل سحري، ولكن هناك دائمًا ما يمكنك فعله لدعم صحتك وصحة شريكك بطريقة واعية وعلمية ومدروسة.