بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

قلة شرب الماء تزيد التوتر وتسبب مشكلات عقلية خطيرة.. تعرف عليها

شرب الماء
شرب الماء

شرب الماء .. كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ليفربول جون موريس أن عدم شرب كميات كافية من الماء لا يؤدي فقط إلى الجفاف، بل قد يسهم أيضًا في زيادة مستويات التوتر بشكل كبير، مما يرفع من احتمالية الإصابة بمشكلات صحية مزمنة وخطيرة. 

وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين لا يلتزمون بالحد الأدنى الموصى به من الترطيب اليومي يعانون من مستويات أعلى من هرمون التوتر "الكورتيزول"، لا سيما أثناء المواقف التي تتطلب ضغطًا نفسيًا كبيرًا.

تجربة مخبرية تحاكي مواقف الحياة الواقعية

أُجريت الدراسة على 32 متطوعًا قُسّموا إلى مجموعتين: الأولى اقتصر استهلاكهم للماء على 1.5 لتر يوميًا، بينما التزمت الثانية بالكميات الموصى بها. 

وخضع المشاركون لاحقًا لاختبار إجهاد تم تصميمه لمحاكاة مقابلة عمل، تضمن التحضير السريع، مواجهة لجنة محكمة من "الموظفين"، تليها مهمة حساب ذهني سريعة.

وجاءت النتائج حاسمة، فالمجموعة التي لم تستهلك ما يكفي من الماء أظهرت ارتفاعًا كبيرًا في مستويات الكورتيزول، كما أظهرت عينات اللعاب قبل وبعد الاختبار، مقارنة بمن التزموا بترطيبهم اليومي.

الكورتيزول والتداعيات الصحية

ويرتبط ارتفاع هرمون الكورتيزول بشكل مزمن ارتباطًا وثيقًا بمشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، السكري من النوع الثاني، السمنة، الاكتئاب، والقلق. ويؤكد البروفيسور نيل والش، المشرف على الدراسة، أن سوء الترطيب قد يكون عاملًا خفيًا في تعزيز هذه المخاطر، خاصة لدى من يواجهون ضغوطًا يومية مستمرة.

العلامات الجسدية لم تختلف لكن الاستجابة الهرمونية كانت أقوى

رغم أن العلامات الجسدية للتوتر، مثل تسارع نبض القلب وجفاف الفم، كانت متشابهة بين المجموعتين، إلا أن التأثير الهرموني كان واضحًا ومقلقًا لدى من لم يحصلوا على كفايتهم من الماء. اللافت أيضًا أن الشعور بالعطش لم يكن مؤشرًا كافيًا للكشف عن سوء الترطيب.

توصيات عملية وفوائد محتملة

يوصي الباحثون بضرورة الحفاظ على عادة شرب الماء طوال اليوم، خاصة قبل المناسبات التي قد تسبب توترًا مثل الاجتماعات أو المحاضرات. 

ووفقًا للإرشادات الصحية في المملكة المتحدة، فإن شرب من 6 إلى 8 أكواب من السوائل يوميًا، أي ما يعادل 1.5 إلى 2 لتر، كافٍ لمعظم البالغين، مع الحاجة لزيادته في حالات الجو الحار أو النشاط البدني المكثف أو أثناء الحمل والرضاعة.

رغم النتائج المثيرة، أشار البروفيسور والش إلى ضرورة إجراء أبحاث إضافية لفهم ما إذا كان تحسين مستويات الترطيب يمكن أن يقلل بشكل فعّال من استجابة الجسم للتوتر اليومي البسيط، مثل الزحام أو المهام المهنية.

في وقت تتزايد فيه حالات الوفاة بسبب أمراض القلب، تبرز أهمية الالتزام بعادات بسيطة مثل شرب الماء كجزء من أسلوب حياة صحي، وهو ما قد يُحدث فرقًا كبيرًا في صحة الإنسان على المدى الطويل.