بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

«أذكار المساء».. سلاح المؤمن الخفي في معركة القلق والضغط النفسي

بوابة الوفد الإلكترونية

في عالم يزداد ضجيجه يومًا بعد يوم، ويزداد معه التوتر والقلق وضغط الحياة، يجد المسلم في أذكار المساء ملاذًا آمنًا وسلاحًا خفيًا يحصّنه من الداخل قبل الخارج، فهذه الكلمات النبوية ليست مجرد ترديد، بل هي علاج نفسي ودرع روحي يواكب الإنسان مع كل غروب شمس.

بين العبادة والعلاج النفسي

علماء النفس اليوم يؤكدون أن ترديد العبارات الإيجابية بصوت مسموع يخفف من التوتر ويعزز الإحساس بالطمأنينة. وفي المقابل، يكشف التراث الإسلامي أن النبي ﷺ أوصى بأذكار المساء تحديدًا لما لها من أثر في حماية الجسد والروح من المخاوف والوساوس. هكذا يلتقي العلم الحديث مع السنة النبوية في التأكيد على أن الذكر اليومي ليس طقسًا شكليًا بل جلسة علاجية مجانية متاحة للجميع.

لماذا المساء بالذات؟

المساء لحظة انتقالية؛ ينتهي فيها صخب النهار وتبدأ عتمة الليل، وهو وقت تكثر فيه الهواجس. لذلك شرع الإسلام أذكارًا خاصة لهذا التوقيت، أبرزها:

آية الكرسي: التي تضمن حماية من وساوس الجن.

آخر آيتين من سورة البقرة: كفاية من كل سوء.

المعوذات (الإخلاص والفلق والناس): تحصين شامل من الشرور الظاهرة والخفية.


بين الروح والواقع

ليس غريبًا أن تجد كثيرًا من المسلمين يصفون شعورًا بالسكينة والهدوء بعد الانتهاء من أذكار المساء، كأنها جلسة تأمل عميقة تعيد ضبط إيقاع يومهم. واللافت أن هذه الأذكار لا تحتاج إلى مكان خاص أو وقت طويل؛ بضع دقائق بين غروب الشمس وثلث الليل كافية لتجعل قلبك محصنًا من الداخل.

اختلاف العلماء.. واتفاق على الجوهر

رغم تباين الفقهاء حول وقت أذكار المساء (من بعد العصر، أو من الغروب حتى ثلث الليل)، إلا أنهم أجمعوا على أنها من السنن المؤكدة، وتركها تفويت لفرصة عظيمة لا تعوّض.



أذكار المساء ليست فقط عبادة، بل هي جرعة طمأنينة يومية، ولقاح ضد القلق والشرور. إنها أشبه بتأمين شامل يمنحك راحة نفسية وروحية معًا. فحين يثقل عليك العالم بضجيجه، لا تنس أن هناك كلمات قليلة يمكن أن تُبدل حالك من الداخل وتجعلك أقوى في مواجهة الغد.