احذر.. علامة تؤكد: أنت على حافة الإصابة بالانهيار النفسي

الانهيار النفسي .. في عالم تزداد فيه الضغوط اليومية بشكل مطرد، بات من السهل تجاهل الإشارات المبكرة التي يرسلها العقل والجسد للتحذير من الانهيار النفسي الوشيك.
وفي هذا السياق، حذّرت المعالجة النفسية كلير باترسون، العضوة في الجمعية البريطانية للاستشارات والعلاج النفسي، من وجود علامة أساسية قد تشير إلى أن القلق لم يعد مجرد توتر عابر، بل تطوّر إلى أزمة نفسية حقيقية.
تخيل الكوارث .. وتضخم القلق
بحسب باترسون، فإن أحد أخطر مؤشرات القلق المتفاقم يتمثل في ما يُعرف بـ"التفكير الكارثي"؛ أي انشغال الذهن بشكل مفرط بما قد يحدث خطأ في المستقبل، دون وجود أسباب واقعية.
وقد يحاول الشخص التركيز على مهمة بسيطة في العمل، لكن تتزاحم في عقله تساؤلات مقلقة مثل: "هل أنا مريض؟"، "ماذا لو خسرت وظيفتي؟"، "هل سأتشرّد؟"، وكل ذلك في دقائق قليلة.
ثماني إشارات تنذر بالخطر
استنادًا إلى خبرتها العلاجية، حدّدت باترسون ثماني علامات تحذيرية تُظهر أن القلق خرج عن السيطرة وأنت على حافة الانهيار النفسي:
- صعوبة التعامل مع مخاوف بسيطة
- تضخيم الأحداث
- التردد المزمن
- الإرهاق الذهني المستمر
- الانسحاب من الحياة الاجتماعية
- التقلبات المزاجية
- التوتر الجسدي الدائم
- الهوس بالكمال
وترى أن هذه الأعراض المتعلقة بالانهيار المفسي لا تظهر فجأة، بل تتراكم ببطء حتى تترك الشخص في دوامة من التشكيك بالذات، والشعور بالفشل، والتردد في اتخاذ أبسط القرارات.
أثر جسدي وعاطفي متشابك
يشير الخبراء إلى أن القلق الشديد لا يؤثر فقط على التفكير والمزاج، بل يترك أثرًا ملموسًا على الجسد، توتر في العضلات، صعوبات في النوم، صداع، وحتى نوبات هلع قد تكون من نتائجه.
وفي بعض الحالات، يفقد الفرد ثقته الكاملة في قدرته على التعامل مع ضغوط الحياة، فيدخل في حالة عقلية دائمة من "القتال أو الهروب".
القلق في المجتمع الحديث: أزمة صامتة
تشير التقديرات التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إلى أن نحو 8 ملايين شخص في المملكة المتحدة يعانون من القلق، فيما تواجه المؤسسات الصحية تحديات هائلة في تقديم الدعم.
وبحسب تقرير صادر في فبراير 2025، فإن بعض المرضى ينتظرون لأكثر من عامين للحصول على علاج نفسي، مما يدفع العديد منهم للجوء إلى طرق غير تقليدية للتعامل مع مشكلاتهم.
جيل القلق والعلاج بالفن
في ظل تزايد الحاجة إلى الراحة النفسية، وجد الكثير من الشباب، خاصة من جيل Z، ملاذًا في الأنشطة اليدوية كالرسم، الكروشيه، والفخار.
وأظهر استطلاع أجرته شركة Hobbycraft بالتعاون مع مؤسسة Mind أن هذه الهوايات باتت تشكّل وسيلة فعالة لتهدئة العقول المضطربة.
الحاجة إلى الوعي والاستجابة المبكرة
في ضوء ما سبق، تشدد المعالجة باترسون على أهمية ملاحظة هذه الإشارات المبكرة والتعامل معها بجدية، مؤكدة أن تجاهل القلق لا يؤدي إلى اختفائه، بل قد يدفع بصاحبه إلى الانهيار.
ويبدأ التعامل مع القلق من الاعتراف به، ثم البحث عن آليات التكيف المناسبة والدعم المتخصص قبل فوات الأوان.