هذه الألياف.. سلاح طبيعي لمحاربة الكوليسترول وتعزيز صحة القلب

الألياف.. في عالم تتزايد فيه معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، تبرز عادة غذائية بسيطة كوسيلة فعالة للوقاية، وهي زيادة تناول الألياف. 

ويمكن للكوليسترول، وهو مادة شمعية شبيهة بالدهون، أن يتراكم في الشرايين، مما يعيق تدفق الدم ويزيد من خطر النوبات القلبية والمضاعفات الوعائية، وهنا تأتي الألياف لتلعب دورًا أساسيًا في خفض مستوياته بشكل طبيعي وآمن.

وأوضحت أخصائية التغذية ليندسي ليفينجستون أن "الألياف القابلة للذوبان ترتبط بالكوليسترول في الجهاز الهضمي، مما يمنع امتصاصه إلى مجرى الدم"، وبهذا تُسهم في تقليل تراكمه داخل الشرايين، وتساعد في الحفاظ على صحة القلب.

أنواع الألياف... ومصادرها اليومية

تنقسم الألياف إلى نوعين: القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان. النوع الأول يذوب في الماء ويساعد على امتصاص الدهون، ويُوجد في الشوفان، والعدس، والفاصوليا، والفواكه، أما النوع الثاني فيسهم في تعزيز حركة الأمعاء، ويوجد في الحبوب الكاملة، الخضراوات، والفاصوليا.

كلا النوعين مهمان للصحة العامة، ليس فقط لمكافحة الكوليسترول، بل لدعم الهضم، تنظيم سكر الدم، والمساعدة في الشعور بالشبع، مما يجعلهما خيارًا مثاليًا لمن يسعى إلى نمط حياة متوازن.

أزمة الألياف في النظام الغذائي الحديث

رغم فوائد الألياف العديدة، تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 90% من النساء و97% من الرجال في الولايات المتحدة لا يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها، والتي تتراوح بين 25 و30 غرامًا. 

ولا يتجاوز المتوسط الحالي 15 جرامًا فقط، بحسب جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ما يسلط الضوء على فجوة غذائية مقلقة في الأنظمة الغذائية الحديثة.

كيفية دمج الألياف في وجباتك اليومية

لا يتطلب الأمر تغييرًا جذريًا، فالإفطار مثلًا يمكن أن يحتوي على دقيق الشوفان مع اللوز والفواكه، ما يوفر وجبة غنية بالألياف ومغذية. 

وللغداء، يمكن تحضير شطيرة من الحمص في خبز القمح الكامل مع سلطة خضراء. أما العشاء، فالبطاطا الحلوة المشوية تعد خيارًا مثاليًا، خاصة عند تنسيقها مع مكونات متوازنة.

احذر الإفراط وتجنب الدهون المشبعة

رغم أهمية الألياف، فإن الإفراط في تناولها بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات. لذلك، يُنصح بإدخالها تدريجيًا إلى النظام الغذائي مع شرب كميات كافية من الماء.

من ناحية أخرى، لا يمكن تجاهل تأثير الدهون المشبعة على مستويات الكوليسترول. فالمأكولات المقلية، اللحوم المصنعة، منتجات الألبان كاملة الدسم، والحلويات يجب الحد منها، كما يشير الدكتور روميت باتاتشاريا، موضحًا أن هذه الأطعمة ترفع من مستويات الكوليسترول الضار في الدم بشكل مباشر.

توازن غذائي لصحة أفضل

تشير أخصائية التغذية إيرين إيلرز إلى أن الألياف تلعب دورًا كبيرًا في الشبع والتحكم في الوزن، لكنها تؤكد ضرورة موازنتها مع البروتين والسوائل، فالصحة المثالية لا تتحقق من عنصر غذائي واحد، بل من نمط غذائي متكامل ومتوازن.

في النهاية، فإن دمج الألياف في النظام الغذائي ليس مجرد خطوة نحو تحسين الهضم، بل قرار استباقي لحماية القلب والوقاية من أمراض مزمنة قد تهدد الحياة.