حيلة من تيك توك للحد من التضليل

في محاولة جديدة لتعزيز الشفافية ومكافحة المعلومات المضللة، بدأت تيك توك في اختبار ميزة جديدة تُعرف باسم "الحواشي" (Notes)، وهي أداة مشابهة لخاصية "ملاحظات المجتمع" المتاحة على منصة X (تويتر سابقًا).
وتتيح هذه الأداة للمستخدمين إضافة تعليقات توضيحية على الفيديوهات التي تحتوي على معلومات مشكوك فيها، أو تلك التي قد تكون مضللة أو منشورة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تزويد الجمهور بسياق أوضح ومصادر موثوقة للتحقق من المحتوى.
الميزة الجديدة ستكون متاحة مبدئيًا لمستخدمي تيك توك في الولايات المتحدة فقط، ضمن برنامج تجريبي بدأته الشركة مؤخرًا. ووفقًا لبيانات الشركة، تم اعتماد حوالي 80 ألف مستخدم كمساهمين في هذا البرنامج حتى الآن، ما يمنحهم صلاحية كتابة الحواشي التوضيحية على الفيديوهات العامة. وتشترط تيك توك أن تتم مراجعة كل ملاحظة وتقييمها من قِبل عدد من المستخدمين الآخرين قبل أن تظهر بشكل علني على الفيديو، لضمان دقتها وحيادها.
آلية العمل تشبه إلى حد كبير نظام "ملاحظات المجتمع" على X، حيث يُطلب من المساهمين دعم الحواشي بمصادر موثوقة، مثل روابط من مواقع إخبارية أو تقارير رسمية، حتى تُعتبر ملاحظاتهم ذات قيمة. وتظهر هذه الحواشي بشكل بارز أسفل شرح الفيديو داخل التطبيق، ويمكن للمستخدمين النقر عليها للاطلاع على مزيد من التفاصيل، بما في ذلك المصدر أو المرجع المستخدم.
وقالت إريكا روزيك، رئيسة قسم النزاهة والمصداقية في تيك توك، إن المنصة اختارت الولايات المتحدة كنقطة انطلاق لهذه التجربة لأنها "تمتلك قاعدة مستخدمين واسعة وبيئة تنظيمية ناضجة يمكن من خلالها اختبار الأداة بشكل فعّال". وأشارت إلى أن الشركة ستقوم بتقييم نتائج التجربة على مدار الأشهر المقبلة لتحديد إمكانية تعميم الميزة في أسواق أخرى حول العالم.
ورغم أن الحواشي لن تؤثر بشكل مباشر على خوارزمية عرض الفيديوهات ضمن صفحة "لك" الشهيرة، إلا أن تيك توك تؤكد أن الهدف منها هو تمكين المستخدمين من التمييز بين المحتوى الدقيق والمضلل، وتوفير معلومات سياقية تسهم في بناء تجربة أكثر مصداقية داخل التطبيق.
من جهة أخرى، يظل مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة غامضًا، خصوصًا في ظل الضغوط السياسية المتزايدة. ورغم محاولات إدارة الرئيس جو بايدن فرض سيطرة أمريكية على عمليات تيك توك داخل البلاد، لم تصل المفاوضات إلى نتيجة نهائية حتى الآن. وتُفيد تقارير إعلامية أن الشركة الأم "بايت دانس" تعمل على تطوير نسخة أمريكية منفصلة من التطبيق، في خطوة استباقية لأي قرارات تنظيمية قد تُفرض خلال الأسابيع المقبلة.
في النهاية، يُعد إطلاق ميزة "الحواشي" محاولة جديدة من تيك توك لتحسين صورتها في السوق الأمريكية، وإثبات التزامها بمكافحة التضليل الرقمي، خاصة مع ازدياد استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى. ومع توسّع الاختبارات واهتمام المستخدمين بالمشاركة في هذه التجربة، قد نشهد قريبًا تحولًا ملموسًا في طريقة تعامل المنصة مع المحتوى المثير للجدل.