خبيرة تربوية تحذر من مشاهدة الأطفال للدراما دون رقيب: تُرسخ صورة "البطل المُذنب"

قالت رانيا ملش، خبيرة الإرشاد الأسري والتربوي، إن التربية أسلوب حياة ولا تُستمد من الكتب أو السوشيال ميديا فقط، مشددة على أن الوعي التربوي ضروري، وأن على كل أب وأم أن يدركا أخطاء تربية آبائهم لتجنب تكرارها.
وركزت "ملش"، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج “صدى صوت”، المذاع على قناة “الشمس”، على أهمية احتواء الطفل، قائلة: "الاحتواء يخلق الأمان، ويجعل الطفل واثقًا أن هناك من يساعده على حل مشاكله"، مُحذرة من الحكم السريع على الأبناء، لأنه يُزيد من تفاقم المشكلات.
وتحدثت عن دور الإعلام، مشيرة إلى أن بعض أدوات الإعلام تقع في فخ "الترند" وتجري وراء المشاهدات، مما يؤثر سلبًا على المحتوى المقدم، منتقدة الصورة السلبية التي تُقدمها الدراما المصرية عن الأب والأم، والتي لا تُقدم حلولًا للمشاكل، بل تكتفي بعرضها، متسائلة: "هل من المنطقي أن يظهر الأب والأم في صورة مشوهة دون تقديم حلول؟".
وتطرقت إلى دور المدرسة، مُعبرة عن أسفها لتلاشي دور مجلس الآباء، الذي كان يُمثل حلقة الوصل بين البيت والمدرسة، مرجعة السبب إلى ثقافة مجتمعية سلبية تجعل أولياء الأمور والمدرسين يشتكون من بعضهم البعض، موضحة أن الحل يكمن في تعاون الطرفين، وضرورة أن يكون دور المدرسة في التواصل مع ولي الأمر إيجابيًا ومساعدًا، لا هجوميًا.
وانتقدت مشاهد العنف والخيانات الزوجية في الدراما، مؤكدة أنها تُرسخ السلوكيات السلبية في عقول الأطفال والمراهقين، موضحة أن الدراما تقدم أحيانًا صورة البطل المُذنب، مما يجعل المراهقين يعتقدون أن هذا هو الطريق الصحيح للنجاح.
وفيما يخص التربية الدينية، أكدت "ملش"، أن تدريس مادة الدين مهم جدًا، بشرط أن يكون الهدف هو فهم وتطبيق تعاليمه في الحياة اليومية، وليس مجرد الحفظ، مشددة على أهمية دور المعلم كقدوة.
وفي حوار حول العلاقة بين الأب والأم، أوضحت أن الحوار أفضل من الصمت، لكن يجب أن يتم في حدود الاحترام، مؤكدة أن الخلافات يجب أن تبقى بين الزوجين، بعيدًا عن الأبناء.
وبالحديث عن توزيع الأدوار التربوية، أكدت أن الحزم يعني وضع قوانين يحترمها الجميع، وأن الاحتواء هو أساس التعامل بين كل أفراد الأسرة، مشيرة إلى أهمية أن يكون دور الأب والأم متبادلًا، وليس مقصورًا على أحدهما.
ووجهت رسائل للآباء والأبناء، داعية الأولاد إلى استغلال وقتهم في أشياء مفيدة بعيدًا عن الترند، وحثت الآباء على تخصيص وقت حقيقي لأبنائهم، وضرورة الاستعانة بالمتخصصين في التربية.
واختتمت برسالة مؤثرة: "مش مهم كبرنا أولادنا قد إيه، المهم كبرنا فيهم إيه.. البيت لازم يبقى حضن".
اقرأ المزيد..