عصير البروكلي بين الموضة والفوائد الصحية الواعدة..تعرف على فوائده

اجتاحت جرعات عصير البروكلي مؤخرًا عالم العافية والرياضة، لتصبح موضة متنامية بين نخبة الرياضيين وهواة اللياقة البدنية.
وتصدّرت عدد من الشركات الأوروبية ومن أبرزها شركة “نيمو” هذا التوجه بإطلاق مشروب مركز يتكون من براعم البروكلي والليمون والسكر، ويُسوَّق كمكمل غذائي يعزز الأداء الرياضي.
وجذب هذا المشروب اهتمام أسماء بارزة في الرياضة مثل العداء الأولمبي البريطاني إميل كايريس وبطل العالم الدنماركي في الدراجات مادس بيدرسن.
تركيبة علمية ودعم بحثي
وطور عدد من الباحثين من معهد كارولينسكا والمدرسة السويدية للرياضة والصحة مشروب نيمو، بناءً على احتوائه على مركبات الإيزوثيوسيانات، وهي مواد طبيعية موجودة في البروكلي تُعرف بقدرتها على الحد من تراكم حمض اللاكتيك في العضلات.
ووفقًا لتجارب خضعت لتصميم علمي دقيق، سجل المشاركون الذين تناولوا عصير البروكلي انخفاضًا ملحوظًا في مؤشرات الإجهاد العضلي وتحسنًا في التحمل بنسبة تصل إلى 12%.
علاقة محتملة بخفض خطر السرطان
رغم أن الشركات المصنعة لا تقدم ادعاءات صريحة بشأن دور العصير في مكافحة السرطان، فإن أبحاثًا دولية سابقة ربطت استهلاك البروكلي بانخفاض خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان.
وكشفت دراسة إسبانية على 1.5 مليون شخص كشفت عن تراجع احتمالية الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 33% بين من يتناولون البروكلي بانتظام، في حين أفادت دراسة صينية بأن من يتناولونه أكثر من 3 مرات أسبوعيًا تقل لديهم الوفيات الناتجة عن السرطان بنسبة تصل إلى 40%.
مركب السلفورافان ودوره الحيوي
ويعود الفضل في هذه النتائج إلى مركب السلفورافان، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية الموجودة في البروكلي والخضراوات الصليبية الأخرى مثل الملفوف والقرنبيط.
ويساعد هذا المركب على تحفيز إنزيمات الجسم في التخلص من السموم المسببة للسرطان، ويُعتقد أن طهي الخضراوات على البخار هو الطريقة المثلى للحفاظ عليه.
ورغم ما يظهر من فوائد، يحذر الخبراء من المبالغة في استخلاص استنتاجات قاطعة بسبب تعدد العوامل المؤثرة على خطر الإصابة بالسرطان مثل الوراثة ونمط الحياة.
كما تشير هيئة الخدمات الصحية البريطانية إلى ضرورة الحذر لدى مرضى قصور الغدة الدرقية، إذ قد تؤثر الخضراوات الغنية بالكالسيوم على امتصاص أدويتهم.
نمط غذائي يحتاج إلى تحسين
تشير الإحصاءات إلى أن معظم البالغين والأطفال في المملكة المتحدة لا يستهلكون الكمية الموصى بها من الخضار والفاكهة، والتي تبلغ خمس حصص يوميًا.
وبحسب أحدث التقارير، أقل من واحد من كل عشرة أطفال وخُمس البالغين فقط يحققون هذا الهدف الغذائي.
رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد الفوائد طويلة الأمد، إلا أن عصير البروكلي يقدم تركيبة غذائية قد تكون مفيدة لكل من الرياضيين والمهتمين بصحتهم على حد سواء. وفي ظل غياب أي مخاطر واضحة عند تناوله بشكل معتدل، فإن إضافته إلى النظام الغذائي يُعد خيارًا ذكيًا وآمنًا للكثيرين