الوداع المؤلم.. فرق غادرت المونديال لكن بقي أداؤها في الذاكرة

لم يكن وداع بعض الفرق لمرحلة المجموعات في كأس العالم للأندية 2025 نهاية باهتة، بل كان مشهدًا مؤثرًا مليئًا بالإثارة والشغف والاحترام، حيث قدمت 12 فريقًا من مختلف القارات أداءً يستحق الثناء رغم خروجها المبكر، ولا تعترف كرة القدم دائمًا بمن يتأهل، بل كثيرًا ما تخلّد من يقاتل بشرف ويترك بصمة في الذاكرة.
من بين المغادرين من المجموعة الأولى، ودّع كل من الأهلي المصري وبورتو البرتغالي البطولة في مشهد لم يكن متوقعًا، خاصة بعد أن أظهر الأهلي شجاعة تكتيكية وبذل مجهودًا كبيرًا دون أن يُترجم إلى نتائج. ومن المجموعة الثانية، صدم خروج أتلتيكو مدريد الإسباني الجميع، حيث لم ينجح في فرض شخصيته رغم امتلاكه ترسانة من النجوم، ورافقه في الخروج فريق سياتل ساوندرز الأمريكي الذي نال احترام الجماهير بعد أدائه الصلب.
شهدت المجموعة الثالثة نهاية حزينة لبطل أمريكا الجنوبية بوكا جونيورز، الذي فشل في مجاراة النسق السريع، وخرج إلى جانب أوكلاند سيتي النيوزيلندي الذي قاوم بشرف.
كما ودّع لوس أنجلوس الأمريكي من المجموعة الرابعة بعد خسارة دراماتيكية في الجولة الأخيرة، بينما خرج أوراوا ريد دايموندز الياباني من المجموعة الخامسة رغم المستويات الفنية الرفيعة التي قدّمها، وفي المجموعة السادسة، حاول أولسان هيونداي الكوري الجنوبي الصمود لكنه خسر بطاقة التأهل بفارق ضئيل.
أما المجموعة السابعة، فشهدت واحدة من أكثر اللحظات العاطفية في البطولة حين خرج كل من العين الإماراتي والوداد المغربي بعد مواجهة عربية حماسية حبست الأنفاس حتى الدقيقة الأخيرة، وودّع باتشوكا المكسيكي المنافسات من المجموعة الثامنة بعد أن فشل في تحقيق الفوز الحاسم في الجولة الأخيرة.
بالرغم من خروجهم فإن هذه الأندية قدمت نموذجًا مشرفًا للكرة الجماعية والانضباط والروح القتالية، وأثبتت أن المجد لا يُقاس فقط بالألقاب وإنما بما يُقدّم داخل المستطيل الأخضر، لقد غادروا البطولة من الباب الخلفي، لكنهم دخلوا قلوب الجماهير من أوسع الأبواب، وتركوا بصمتهم في نسخة استثنائية من كأس العالم للأندية ستُروى قصصها طويلًا.