ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا بسبب التوترات في الشرق الأوسط

سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال التعاملات الآجلة، حيث قفزت بنسبة تجاوزت 1.4%، مدفوعة بتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط. هذا الارتفاع العالمي انعكس مباشرة على السوق المحلية في مصر، حيث ارتفع سعر الذهب بأكثر من 45 جنيهًا للجرام.
ووفقًا للتعاملات الأخيرة، بلغ سعر الذهب في العقود الآجلة مستوى 3,392 دولارًا للأوقية، في حين سجلت السبائك الذهبية مستوى 3,372 دولارًا للأوقية، بزيادة نسبتها 0.50%.
أسعار الذهب في مصر اليوم:
عيار 24: 5382.86 جنيه
عيار 21: 4710 جنيهات
عيار 18: 4038 جنيهًا
سعر الجنيه الذهب: 37,640 جنيه
يأتي هذا الارتفاع في أسعار الذهب رغم وجود مؤشرات إيجابية في الساحة الاقتصادية العالمية، منها تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وإعلان إطار عمل لتنفيذ التفاهمات التي توصلت إليها الأطراف في لندن. كما أظهرت بيانات التضخم الأخيرة تراجعًا، ما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمنه.
سرعت دول آسيوية من وتيرة الابتعاد عن الدولار الأميركي، مدفوعة بمزيج من التوترات الجيوسياسية، والتحولات النقدية، واستراتيجيات التحوّط من تقلبات العملات.
أعلنت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عن خطة استراتيجية جديدة للفترة بين 2026 و2030، تهدف إلى تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة والاستثمار. وتسعى الخطة إلى تقليص الصدمات الناتجة عن تقلبات أسعار الصرف، من خلال دعم التسويات بالعملات المحلية وتعزيز الربط بين أنظمة الدفع الإقليمية.
أشار خبراء اقتصاديون إلى أن سياسات التجارة المتقلبة خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب تراجع قيمة الدولار، دفعت العديد من الدول إلى تسريع خطواتها نحو تنويع احتياطاتها النقدية. وقال استراتيجي العملات في بنك ING، فرانشيسكو بيسولي إن هذه العوامل "تشجع على التحول السريع نحو عملات بديلة"، بحسب ما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business".
تراجع نفوذ الدولار عالمياً لم يقتصر على آسيا، إذ انخفضت حصته في الاحتياطيات العالمية من أكثر من 70% في عام 2000 إلى 57.8% في 2024. كما شهد الدولار موجة بيع حادة هذا العام، خاصة في أبريل، وسط ضبابية سياسية في واشنطن، ما أدى إلى تراجع مؤشر الدولار بأكثر من 8% منذ بداية العام.
أعاد المستثمرون تقييم محافظهم بعد أن بات واضحًا أن الدولار يمكن استخدامه كورقة ضغط في المفاوضات التجارية، بل وحتى كسلاح اقتصادي. وقال رئيس استراتيجية العملات في آسيا لدى بنك باركليز، ميتول كوتيشا، إن هذا الإدراك غير قواعد اللعبة خلال الأشهر الماضية.
موجة التحول تتسارع:
شهدت منطقة آسيان تسارعًا ملحوظًا في الابتعاد عن الدولار، وفقًا لتقرير صادر عن بنك أوف أميركا، الذي أشار إلى أن الأفراد والشركات بدأوا بتحويل مدخراتهم من الدولار إلى العملات المحلية، بينما كثف المستثمرون الكبار من عمليات التحوط.
كما طورت دول البريكس، وعلى رأسها الصين والهند، أنظمة دفع بديلة لتقليل الاعتماد على نظام SWIFT، فيما دفعت بكين نحو تسويات تجارية ثنائية باليوان.
ورصدت البنوك المركزية انخفاضًا تدريجيًا في حصة الدولار من احتياطاتها، في مؤشر واضح على أن عملية فك الارتباط تسير بخطى ثابتة، وإن كانت بطيئة. وأوضح كوتيشا أن دولًا مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وهونغ كونغ تمتلك أصولًا أجنبية ضخمة، ما يمنحها قدرة أكبر على إعادة هذه الأصول إلى عملاتها المحلية.