بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الإفتاء توضح الفرق بين شهيد الدنيا وشهيد الآخرة في حديث "الشهداء خمسة"

بوابة الوفد الإلكترونية

أثارت دار الإفتاء المصرية تساؤلات متكررة من الجمهور حول معنى الحديث النبوي الشريف: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطعُونُ، والمَبطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدمِ، والشَّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ»، خاصة فيما يتعلق بالأحكام الفقهية المترتبة على وفاة من تنطبق عليهم هذه الصفات، مثل التغسيل والتكفين والصلاة عليهم.

وأجابت دار الإفتاء عبر منصاتها الرسمية بأن المقصود من الشهادة في هذا الحديث هو "الشهادة الحكمية"، مشيرة إلى أن من يموت بأي من هذه الأوصاف يُعَدّ شهيدًا من حيث الأجر والثواب في الآخرة، لكنه لا يُعامَل معاملة الشهيد الذي يُقتل في ميدان المعركة من حيث الأحكام الدنيوية.

وأوضحت الدار أن هؤلاء الشهداء يُغسَّلون ويُكفَّنون وتُقام عليهم صلاة الجنازة، بعكس شهيد المعركة – وهو "الشهيد في سبيل الله" – الذي لا يُغسَّل ولا يُكفَّن بثياب غير ثيابه، ولا يُصلَّى عليه، لِمَا ورد في ذلك من أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، منها ما جاء في "صحيح البخاري" وغيره.

ويُذكر أن الأصناف التي ذكرها الحديث النبوي تنطبق على من مات في الطاعون (المطعون)، أو مات بسبب مرض في البطن (المبطون)، أو مات غرقًا (الغريق)، أو من مات تحت الهدم (صاحب الهدم)، إلى جانب من مات في سبيل الله في أرض المعركة.

واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أهمية التفريق بين "شهيد الدنيا" و"شهيد الآخرة"، مشيرة إلى أن الأول هو من مات في القتال دفاعًا عن الدين والوطن ويأخذ أحكام الشهداء في الدنيا، بينما الثاني هو من يموت بسبب ما ذكره الحديث، فيأخذ أجر الشهداء في الآخرة دون أن تسقط عنه أحكام الجنائز في الدنيا.

وتأتي هذه التوضيحات ضمن حملة دار الإفتاء المستمرة لنشر الوعي الديني الصحيح، ومحاربة المفاهيم المغلوطة التي قد تتناقلها بعض الأوساط دون تحقق أو علم.