احذر.. فيتامين د يتحول إلى خطر صامت يهدد القلب والكلى

فيتامين د .. في تنبيه صحي عاجل، حذّر طبيب بريطاني بارز من الاستخدام العشوائي لمكملات فيتامين د، مشيرًا إلى أن الجرعات الزائدة قد تتسبب في أضرار جسيمة للأعضاء الحيوية كالقلب والكلى.
ونشر الدكتور عاصف أحمد، وهو طبيب عام، مقطع فيديو حصد أكثر من 52 ألف مشاهدة، سلط فيه الضوء على مخاطر الجرعات العالية من هذا الفيتامين الشائع، والتي قد تؤدي إلى اضطراب ضربات القلب، تلف الكلى، وآلام في العظام.
الفيتامين المفيد يتحول إلى سم بطيء
يُعرف فيتامين د بفيتامين "أشعة الشمس"، ويُعد ضرورياً لصحة العظام والعضلات والأسنان، إذ يساعد على تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفات في الجسم، لكن بحسب الدكتور أحمد، فإن هذا الفيتامين يذوب في الدهون، مما يعني أن الجسم لا يتخلص من الكميات الزائدة منه بسهولة، بعكس الفيتامينات الذائبة في الماء.
ومع التراكم، قد يرتفع الكالسيوم في الدم إلى مستويات خطرة تؤدي إلى ترسبه في الأوعية الدموية، مسببًا مضاعفات صحية خطيرة.
الجرعة المناسبة.. توازن بين الفائدة والخطر
تنصح هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) بألا تتجاوز الجرعة اليومية من فيتامين د 4000 وحدة دولية.
وتوصي غالبية الإرشادات بجرعة تقارب 400 وحدة فقط لمعظم البالغين.
ورغم ذلك، كشف الدكتور أحمد أن بعض الأفراد يتناولون جرعات مفرطة تصل إلى 10000 وحدة يوميًا، غالبًا نتيجة معلومات مضللة أو منتجات تم شراؤها عبر الإنترنت دون إشراف طبي.
اختلافات في المعايير العالمية
تتفاوت عتبات النقص المسموح بها من فيتامين د بين الدول. ففي المملكة المتحدة، يُعد الشخص مصابًا بنقص إذا كان مستوى الفيتامين أقل من 12 نانوجرام/مل، بينما تضع المعايير الأمريكية الحد الأدنى عند 20 نانوغرام/مل.
ويمكن لهذا التباين، كما يشير الخبراء، أن يؤدي إلى سوء فهم في تقدير الحاجة الفعلية للمكملات.
الفحص الدوري ضرورة ملحة
يوصي الدكتور أحمد بشدة بإجراء فحص دم لتحديد مستوى فيتامين د في الجسم قبل البدء في تناول المكملات، خاصة للأشخاص من أصحاب البشرة الداكنة أو الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتعرضون للشمس بشكل محدود. وأوضح أن الأعراض، والعِرق، ولون البشرة، عوامل تؤثر جميعها على حاجة الفرد من هذا الفيتامين.
التعرض للشمس والغذاء الطبيعي أولًا
مع تزايد الإقبال على المكملات، يذكّر الأطباء بأن التعرض المعتدل لأشعة الشمس، وتناول الأغذية الغنية بفيتامين د مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض واللحوم الحمراء، تبقى المصادر الأكثر أمانًا وفعالية.
كما نصح بعض المختصين، مثل الجراح كاران راجان، بضرورة الجمع بين فيتامين د وفيتامين ك2 لتقليل خطر ترسب الكالسيوم في الأوعية الدموية.
في ظل تزايد التوجه نحو المكملات الغذائية، يبقى الاستخدام الواعي القائم على الفحص والمتابعة الطبية هو السبيل الآمن.