بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

دراسة تحذر: النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب

النساء هن الأكثر
النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب

رغم التزام النساء بأنماط حياة صحية أكثر من الرجال، كشفت دراسة بحثية جديدة عن مفارقة صحية لافتة: النساء أكثر تأثرًا بعوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب مقارنة بالرجال. 

وبحسب مجلة “ذا هيلث” الأمريكية، أوضحت الدراسة، التي عُرضت في الجلسة السنوية للكلية الأمريكية لأمراض القلب، أن اتباع نظام غذائي غير مثالي أو المعاناة من ارتفاع في الدهون أو ضغط الدم يرفع خطر إصابة المرأة بأمراض القلب بشكل يفوق تأثير هذه العوامل على الرجال.

ووفقًا للبيانات، فإن النساء غالبًا ما يُغفل عن مخاطر إصابتهن بأمراض القلب، كما أنهن يتلقين مشورة أقل بشأن التغييرات السلوكية الصحية.

زمن جانبها أكدت الدكتورة راشيل بوند، مديرة نظام صحة قلب المرأة، مشيرة إلى أن التقليل من شأن هذه المخاطر قد يعرّض حياة كثير من النساء للخطر.

النساء أفضل في الوقاية... لكن ليس في النتيجة

كشفت الدراسة التي شملت أكثر من 175 ألف مشارك ومشاركة من كندا بين عامي 2009 و2017، أن النساء التزمن أكثر من الرجال بسلوكيات صحية: 54% من النساء اتبعن نظامًا غذائيًا مثاليًا مقابل 35% من الرجال، وتمتعت 73% منهن بضغط دم صحي مقارنة بـ68% من الرجال، إلا أن المفارقة ظهرت في النتيجة، فنفس عوامل الخطر – كارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو الكوليسترول – زادت من احتمالية الإصابة بأمراض القلب لدى النساء بنحو الضعف مقارنة بالرجال.

وبينما تفوق الرجال على النساء في مستوى النشاط البدني بنسبة طفيفة (73% مقابل 70%)، فإن العوامل الصحية الأخرى كانت متقاربة بين الجنسين، باستثناء التأثير المختلف لهذه العوامل على كل جنس.

ما وراء الأرقام: تأثيرات الهرمونات والمجتمع

أشار الدكتور مانيش سود، المشرف على الدراسة، إلى أهمية التعمق مستقبلًا في دور العوامل الهرمونية، خاصة التغيرات التي ترافق انقطاع الطمث. 

ويبدأ هرمون الإستروجين، الذي يعتقد أن له دورًا وقائيًا، بالتراجع في سن الأربعينيات والخمسينيات، ما قد يعزز من خطر الإصابة بأمراض القلب.

من جهتها، أوضحت الدكتورة أنابورنا كيني أن الثقافة المجتمعية تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم المخاطر الصحية لدى النساء، مشيرة إلى أن النساء غالبًا ما يضعن احتياجات الآخرين فوق صحتهن.

وأضافت أن أنماط الحياة السريعة في أمريكا، والأنظمة الغذائية السيئة، والتوتر المستمر تسهم في زيادة العبء القلبي على النساء.

الوقاية تبدأ من التوعية الفردية والطبية

وتشير نتائج هذه الدراسة إلى ضرورة إعادة النظر في المعايير الطبية الخاصة بتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء. 

كما قالت الدكتورة بوند: "هذه ليست معركة متساوية. على الأطباء أن يأخذوا بعين الاعتبار الفروق البيولوجية والسلوكية عند توجيه النصائح الصحية".

في النهاية، تبقى الوقاية الفعالة مرهونة بالجمع بين وعي النساء بمخاطر عوامل نمط الحياة، وتقديم رعاية طبية مخصصة تراعي الفروق بين الجنسين. 

وعلى الرغم من أن المرأة قد تبذل جهدًا أكبر في العناية بصحتها، إلا أن خطر الإصابة بأمراض القلب لا يزال يتطلب منها، ومن من يقدم لها الرعاية، يقظة مضاعفة.