علي جمعة: الكون كله يسبّح لله.. فلنتعلم لغة الرحمة والعمران

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الكون بكل ما فيه من مخلوقات يسبّح لله تعالى، مستشهدًا بقول الله عز وجل:﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَإِنْ مِّنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾.
وأوضح علي جمعة أن على الإنسان أن يستحضر دائمًا أن الكائنات من حوله - من جماد ونبات وحيوان - تسبّح ربها وتعبده، داعيًا إلى أن تكون علاقتنا مع الكون مبنية على الرحمة والرأفة لا على التدمير والإفساد.
وسرد فضيلته موقفًا معبرًا من سيرة النبي ﷺ، حينما بكى جذع النخلة الذي كان النبي يخطب عنده شوقًا إليه بعد انتقاله إلى المنبر، فنزل ﷺ واحتضنه حتى هدأ، في مشهد عظيم يُعلمنا كيف أن الجماد يتأثر بالحب والشوق، وكيف أن الرحمة لا تقتصر على الإنسان وحده.
وأضاف جمعة أن الكون بأسره خاضع لله، يسجد ويعبد ويخاف ربّه، مستدلًا بقول الله تعالى:﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾.
وأشار إلى أن الإنسان الواعي لا ينبغي له أن يعاند الكون أو يخالف سننه، بل يسير مع هذا التيار المبارك، متخلقًا بأخلاق الله سبحانه في الرحمة، التي بدأ بها خطابه لعباده: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ﴾.
وختم فضيلته بدعوة الجميع إلى التراحم، قائلًا: "ارحموا الكائنات وارحموا أنفسكم؛ فإن القلوب القاسية لا ينظر الله إليها، والرحمة هي أساس الحب والعمران وكل خير".