اللواء علي حفظي: معركة تحرير سيناء ملحمة وطنية خالدة.. وأرض الفيروز درع ضد الطامعين

أكد اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، أن معركة تحرير سيناء بعد احتلالها عام 1967 لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت ملحمة وطنية خاضتها القوات المسلحة المصرية بكل بسالة، بدءًا من حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر المجيد عام 1973.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه المرحلة تعد واحدة من أهم الفصول في تاريخ مصر الحديث، لما جسّدته من روح الفداء والتضحية.
ودعا اللواء حفظي إلى ضرورة ترسيخ مكانة سيناء في وعي الأجيال الجديدة، مؤكدًا أن هذه الأرض الطاهرة تستحق أن يُعاد النظر إليها بما يليق بقيمتها التاريخية والاستراتيجية.
وأوضح أن سيناء ليست مجرد رقعة جغرافية، بل هي درع مصر الذي صدّ عنها عبر التاريخ الغزاة والطامعين، بدءًا من الهكسوس والحيثيين، وصولًا إلى الإرهاب المعاصر.
وأشار إلى أن سيناء شهدت عبر العصور معارك كبرى، جعلتها من أكثر بقاع العالم التي دارت على أرضها حروب وصراعات، ما يعكس أهميتها في حماية الدولة المصرية.
ولفت إلى أن سيناء ليست مجرد أرض مصرية ذات أهمية تاريخية، بل هي نقطة الارتكاز الجغرافي والسياسي التي تربط بين جناحي الوطن العربي، المشرق والمغرب، موضحًا أن هذا الموقع الفريد منحها مكانة استراتيجية لا مثيل لها في المنطقة.
وأشار إلى أن سيناء تمثل اليابسة الوحيدة التي تشكّل حلقة الوصل بين المشرق العربي والمغرب العربي، وهو ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لكل من يسعى للهيمنة على المنطقة، مضيفًا أن "من يسيطر على سيناء، يملك بوابة التحكم في الشرق الأوسط بأكمله".
ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي خلال العقود الماضية لم يكن عبثيًا، بل كان يهدف إلى قطع هذا الرابط العربي الحيوي، من خلال السيطرة على سيناء وعزلها عن عمقها العربي، وهو ما يفسّر إصرار العدو على ترسيخ وجوده فيها، ورفضه المتكرر لأي انسحاب منها.
كما شدد حفظي على أن عبقرية موقع سيناء الجغرافي لا تقل عن عبقريتها التاريخية والدينية، فهي الأرض التي شهدت مرور الأنبياء، وتجلى فيها الخالق سبحانه وتعالى، ما يمنحها قدسية لا تقل عن أهميتها السياسية والعسكرية.
وأضاف أن هذه الحقائق يجب أن تُرسخ في وعي الأجيال الجديدة، حتى يدركوا القيمة الحقيقية لهذه البقعة الغالية، التي لم تكن فقط مسرحًا للمعارك، بل كانت وما زالت همزة الوصل التي تحفظ تماسك الأمة العربية.
واختتم اللواء علي حفظي حديثه بالتأكيد على ضرورة الاستثمار في سيناء تنمويًا وثقافيًا، بما يتناسب مع مكانتها الاستراتيجية، لأنها ليست مجرد أرض مصرية، بل قلب العروبة النابض، والجسر الذي يربط الماضي بالحاضر والمستقبل العربي، لافتا إلى أن سيناء أرض المعارك المقدسة منذ فجر التاريخ.
اقرأ المزيد..