أمين الفتوى يحذر من هوس "اللايفات".. تفكك أخلاقي وغياب للقدوة
حذَّر الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من الظاهرة المتزايدة لما أسماه "هوس اللايفات" على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا التطبيقات التي وصفها بـ"سيئة السمعة"، مؤكدًا أنها تمثل تهديدًا واضحًا للمنظومة الأخلاقية والقيمية في المجتمع المصري.
اللايفات.. تفكك أخلاقي وغياب للقدوة:
قال أمين الفتوى، في منشور رسمي له، إنّ ما يشهده الواقع الرقمي اليوم من إقبال شديد على تقديم محتوى غير هادف، بل أحيانًا غير أخلاقي، من خلال البث المباشر على بعض المنصات، يذكّره بمحاضرة ألقاها في السابق الضابط السابق في جهاز الاستخبارات السوفييتية "يوري بيزمينوف"، التي تناول فيها مراحل التفكيك الأخلاقي للمجتمعات، معتبرًا أن ما حذّر منه أصبح واقعًا معاشًا في مصر.
المنصات أصبحت ملاذًا لتحقيق المكاسب السريعة:
وأضاف الشيخ هشام: "أصبحنا نرى بعض الأشخاص يضعون أسماء التطبيقات نفسها كتعريف وظيفي لهم، وهو أمر يعكس حجم التغيّر الحاد الذي طرأ على نظرة المجتمع للعمل، والوسائل المشروعة لكسب المال والشهرة، بعدما أصبحت هذه المنصات ملاذًا للبعض لتحقيق المكاسب السريعة دون اعتبار للقيم أو الأخلاق".
انهيار المعايير المجتمعية القديمة:
وتابع أمين الفتوى حديثه مسترجعًا ملامح المجتمع المصري في ثمانينات القرن الماضي، حيث كانت المهن كـ"الطبيب، والمهندس، والمعلم" تُعدّ رموزًا للنجاح والتقدير، وكانت تمثل الطموح الأكبر لجيل كامل، ليس فقط لما تحققه من دخل مادي مستقر، بل لما كانت تحظى به من احترام اجتماعي واسع.
وقال بأسف: "هذا التقدير بدأ يتلاشى تدريجيًا، وتحول السعي نحو الرزق إلى بحث عن طرق أسرع وأسهل، حتى وإن كانت تفتقر للقيمة أو الأخلاق، فأصبح كسب المال والحصول على الشهرة أمرًا لا يحتاج إلى جهد ولا إلى دراسة، بل إلى مشاركة فيديوهات قد تكون فارغة أو مؤذية للذوق العام، وربما للضمير".
تحذير قرآني ونصيحة للأسر:
واستدل الشيخ هشام بآية من القرآن الكريم تُحذر من نشر الفاحشة، قائلاً:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 19]،مؤكدًا أن ما نشاهده اليوم من سلوكيات على هذه التطبيقات يدخل ضمن دائرة إشاعة الفاحشة، سواء كان ذلك بالفكر أو بالصورة أو بالكلمة.
واختتم أمين الفتوى حديثه بتوجيه نداء هام للأسر المصرية، قائلاً: "علّموا أبناءكم أن التعليم بجميع أشكاله وتخصصاته هو الطريق الحقيقي للتقدُّم، فلا سبيل للبناء ولا لصناعة المستقبل إلا بالعلم والاجتهاد، لا بالطرق السهلة والسريعة التي قد تجرّهم نحو ضياع المبادئ".
