بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

جمعة: الطموح المشروع ضرورة.. و«الغاية لا تبرر الوسيلة» في الإسلام

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

حذّر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، من الانسياق خلف مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، مؤكدًا أن الإسلام يرفض هذا المفهوم تمامًا، لما فيه من تجاهل لميزان الأخلاق الذي يُعد حجر الأساس في السعي إلى تحقيق الأهداف.

النفس البشرية والطموح

وأوضح جمعة أن النفس البشرية مفطورة على التطلع للمستقبل والرغبة في بلوغ المراتب العليا، لكن هذا التطلع لا ينبغي أن يتحول إلى جموح متهور يسعى لتحقيق الأهداف بأي وسيلة، دون اعتبار للخير أو الشر، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا على الفرد والمجتمع.

 الطموح في الإسلام 

وأضاف أن الطموح في الإسلام قيمة سامية، لكن لا بد أن يُحاط بالأخلاق المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، حتى لا يتحول إلى جموح يهوي بصاحبه إلى المهالك. وأكد أن رسول الله ﷺ جسّد الطموح الصحيح في أسمى صوره، وزرع في أمته حب التميز والاجتهاد، دون أن يعني ذلك التخلي عن التواضع والزهد، مستشهدًا بقوله ﷺ:
«إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة» [الطبراني في الكبير]،وبحديثه الشريف:«إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه» [رواه مسلم].

 الإسلام لا ينفصل عن الواقع

وأشار جمعة إلى أن الإسلام لا ينفصل عن الواقع، بل دعا إلى إعمار الأرض والسعي في طلب الرزق، مستشهدًا بقوله تعالى:(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص: 77]، مؤكدًا أن الدين الإسلامي وضع ميزانًا دقيقًا بين العمل للآخرة والسعي للدنيا.

وشدّد عضو هيئة كبار العلماء على أن الطموح المقبول هو ما كان منضبطًا بالشرع، بعيدًا عن الغرور والاستعلاء، مصداقًا لقوله تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) [الإسراء: 37].

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن الإسلام جاء ليهذّب النفس ويربيها على طاعة الله، ويدفعها نحو التوازن بين الطموح المشروع والواقع الأخلاقي، وصولًا إلى الاتساق بين ما يطمح إليه الإنسان وما أمره به ربه عز وجل.