بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

4 محاور لبناء مجتمع قوي.. علي جمعة يوضحها

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن بناء المجتمعات القوية لا يمكن أن يتم دون التمسك بمجموعة من القيم الأساسية، والتي لخصها في أربعة محاور رئيسية: العلم، والتكافل الاجتماعي، والانتماء الوطني، وبناء الإنسان، داعيًا إلى تحويل هذه المبادئ إلى برامج عملية تنعكس على حياة الناس وتُسهم في نهضة الأمة.

العلم أولاً.. مفتاح القوة والوحدة

قال فضيلة المفتي إن العلم في مقدمة أولويات الأمة اليوم، مؤكدًا: "نحن نحتاج إلى العلم في عصرنا هذا أشد الاحتياج، وهو في قائمة أولوياتنا الملحة، فبالعلم نستطيع أن نتحد، وبالعلم نستطيع أن نقوى ونصبح مجتمعًا قويًا".

وأشار إلى أن الإسلام رفع من شأن العلم، وجعل الساعي إليه كمن يسير في طريق الجنة، كما في الحديث الشريف، مشبّهًا كل من يسهر في جمع مادة علمية، أو يكتب بحثًا أو يحضر مؤتمرًا، بأنه في عبادة، وأنه في طريق الجنة.

وشدد الدكتور جمعة على أن القرآن الكريم هو محور حضارة المسلمين، داعيًا إلى خدمته وتفسيره وتطبيقه، وتحويله إلى واقع عملي يومي، كما فعل المسلمون الأوائل الذين خدموه بالعلوم والفنون، فأبدعوا في شتى المجالات.

التكافل الاجتماعي.. تعويم المعسرين طريق لنهضة المجتمع

في المحور الثاني، تناول الدكتور علي جمعة أهمية التكافل الاجتماعي، وبيّن أن مساعدة المعسرين وتجاوز أزماتهم ليس فقط بابًا للثواب الفردي، بل استراتيجية اجتماعية واقتصادية تنعكس إيجابًا على المجتمع بأسره، وقال: "النبي ﷺ جعل أساس التكافل هو أن يُعان المعسر، وهي فكرة يسميها الاقتصاديون المعاصرون بالتعويم، أي إنقاذ من شارف على الغرق، بما يعود بالنفع العام على الجميع".

وأوضح أن هذه الفلسفة التكافلية تجسد عمق النظرة الإسلامية لحل مشكلات الفقر والديون والعوز، وتحقيق الاستقرار المجتمعي والرفاه.

الانتماء الوطني.. أوسع من الدين ويحتضن الجميع

أما المحور الثالث، فركز فيه فضيلة المفتي على الانتماء الوطني، موضحًا أن الإسلام لم يحصر التعامل الإنساني في إطار الدين فقط، بل وسّعه ليشمل كل المواطنين مهما كانت عقيدتهم، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "يكون العبد في عون أخيه"، دون تحديد دين الأخ، مما يعزز مفهوم التعايش والانتماء المشترك.

وقال جمعة: "الرسول وسّع الدائرة، وجعل الانتماء الوطني أساس التعامل، مؤكدًا التعددية الدينية التي عبر عنها القرآن بقوله: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، و(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)، و(مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ)".

 

بناء الإنسان.. لا نسب ولا وجاهة، إنما بالعمل

المحور الرابع الذي شدد عليه الدكتور علي جمعة كان بناء الإنسان، معتبرًا أن قيمة الإنسان لا تُقاس بنسبه أو مكانته الاجتماعية، بل بما يقدمه من عمل نافع، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: "ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".

وأكد أن بناء الإنسان يقوم على ثلاثية الإسلام: عبادة الله، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، كما قال تعالى:(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا).

واختتم فضيلة المفتي حديثه بدعوة المجتمع بمؤسساته وأفراده إلى تبني هذه المحاور الأربعة كأساس للتقدم، قائلاً: "لو أننا تأملنا هذه المحاور، وفهمناها، ثم حولناها إلى برامج عمل نعيش بها ونُفعّلها، لأصبح مجتمعنا من خِيرة المجتمعات في الدنيا والآخرة".