الأزهر للفتوى: صيام ست من شوال.. جبرٌ للنقص ورفعة في الأجر
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية فضل صيام ستة أيام من شهر شوال، موضحًا أن هذا الصيام يُعد جابرًا لما قد يقع من نقص أو خلل في صيام فريضة رمضان، وهو بمنزلة النافلة التي تُتمّ الفريضة، كما هو الحال في الصلاة.
وأوضح المركز أن من رحمة الله عز وجل بعباده أن جعل للفرائض ما يُكملها من النوافل، فإذا وقع في أداء الفريضة تقصير أو خلل، جاء عمل التطوع ليسد هذا النقص.
واستدل المركز بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال:«إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ» [رواه الترمذي].
وأشار المركز إلى أن هذا الحديث يُبرز عظيم أثر النوافل في ميزان الأعمال، ويعكس مدى عناية الإسلام بجبر النقص الإنساني، وتدارك التقصير الذي قد يقع فيه الإنسان دون قصد.
وبيَّن مركز الأزهر العالمي أن صيام ست من شوال له أجرٌ عظيم، ففي حديث صحيح عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر» [رواه مسلم]. وهذا يدل على أن من صام هذه الأيام بعد إتمام فريضة رمضان فكأنما صام العام كله، وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، وست من شوال بشهرين.
واختتم المركز بيانه بالتأكيد على أن أبواب الخير في الإسلام كثيرة، وأن الله سبحانه وتعالى يحب من عبده أن يُقبل عليه، ويتقرب إليه بالنوافل، فهي علامة المحبة والصدق والإخلاص، وميدان التسابق في الطاعات، قال تعالى: {وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26].
أدعية في صيام الست من شوال
1. دعاء بالقبول والثبات:
اللهم تقبَّل مني صيام رمضان والست من شوال، واجعلني من عتقائك من النار، ووفقني لطاعتك ما حييت.
2. دعاء مأثور من القرآن:
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
[البقرة: 127]
3. دعاء عن نية الاستمرار على الطاعة:
اللهم اجعلني ممن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وأتبعه بست من شوال حبًا في رضاك، فاجعلني من المقبولين.
4. دعاء للتوفيق والتيسير:
اللهم أعني على صيام هذه الأيام، ويسر لي طاعتك، ولا تجعل للكسل عليّ سبيلاً، وبارك لي في وقتي وجهدي.
5. دعاء شامل من السنة:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَالعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ
[رواه النسائي وصححه الألباني]
6. دعاء لغفران الذنوب:
اللهم اغفر لي ما مضى، وبارك لي في ما بقي، وبلغني بركة صيام الست من شوال، واكتبني عندك من المتطهرين.
