الصيام المتقطع: أسلوب غذائي يتفوق على حساب السعرات في فقدان الوزن

أصبح الصيام المتقطع أحد الاتجاهات الغذائية التي تتبناها الشخصيات الشهيرة مثل جينيفر أنيستون و كريس برات، وكذلك السياسي البريطاني ريشي سوناك. 

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين اتبعوا نظام الصيام 4:3، حيث يتم تقييد تناول الطعام لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، قد فقدوا وزنًا أكثر مقارنة بالذين يتبعون حمية تقييد السعرات يوميًا.

الصيام 4:3: النظام الذي يساعد على فقدان الوزن بشكل أسرع

أظهرت الدراسات أن البالغين الذين يعانون من الوزن الزائد والذين اتبعوا نظام الصيام 4:3 لمدة عام، فقدوا أكثر من 6 كيلوغرامات في المتوسط. بالمقابل، أولئك الذين كانوا يقتصرون على تقييد السعرات الحرارية بشكل يومي فقدوا أقل من نصف هذا الوزن.

وأكدت فيكتوريا كاتيناتشي، المشاركة في قيادة البحث وأستاذة مساعدة في جامعة كولورادو، أن نتائج الدراسة تظهر أن الصيام لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع قد يكون هو "النقطة المثلى" لفقدان الوزن. وأضافت أن زيادة أيام الصيام قد تكون صعبة جدًا على المدى الطويل، بينما قلة الأيام قد لا توفر العجز الكافي في السعرات لتحقيق نتائج أفضل من الأنظمة التقليدية.

الآراء المختلطة حول الصيام المتقطع

على الرغم من أن العديد من الدراسات تشير إلى فاعلية الصيام المتقطع في فقدان الوزن، إلا أن الخبراء ما زالوا منقسمين حول مدى فعاليته وتأثيراته الصحية على المدى الطويل.

الدراسة الأخيرة: نتائج إيجابية لصالح الصيام المتقطع

في دراسة جديدة، قام الباحثون بتحليل 165 شخصًا يعانون من الوزن الزائد أو السمنة وقسموهم إلى مجموعتين: مجموعة اتبعت نظام الصيام 4:3، بينما اتبعت المجموعة الأخرى نظام تقييد السعرات الحرارية يوميًا.

وجد العلماء أن الأشخاص الذين التزموا بنظام الصيام 4:3 فقدوا 7.6% من وزنهم بعد عام من اتباع النظام، مقارنة بـ 5% فقط لأولئك الذين اتبعوا نظام تقييد السعرات يوميًا.

وكانت المجموعتان قد خضعتا لدعم سلوكي، بما في ذلك عضوية صالة رياضية مجانية، مع تشجيعهم على ممارسة التمارين لمدة لا تقل عن 300 دقيقة أسبوعيًا.

هل الصيام المتقطع هو الحل السحري؟

أشار آدم كولينز، أستاذ مساعد في التغذية في جامعة ساري، إلى أن الدراسة أثبتت أن نظام 4:3 يحقق فقدانًا أكبر في الوزن مقارنة بنظام تقييد السعرات التقليدي. لكن في الواقع، لم يكن هذا نتيجة سحرية من النظام ذاته، بل لأن الأشخاص في مجموعة 4:3 تمكنوا من تحقيق عجز أكبر في السعرات الحرارية.

وأكد كولينز أن الالتزام بأي نظام غذائي على مدار 6-12 شهرًا يعد أمرًا صعبًا، ولكنه أضاف أن الصيام المتقطع قد يكون أكثر فاعلية في الحياة الواقعية نظرًا للامتثال الأفضل والنتائج الملموسة.

تأثير السمنة على الصحة والاقتصاد

تعتبر السمنة من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وكذلك بعض أنواع السرطان. 

وتشير الدراسات إلى أن السمنة قد تتسبب في حوالي واحد من كل عشرين حالة سرطان في المملكة المتحدة، حيث تقدر التكلفة الاقتصادية للسمنة في المملكة المتحدة بما يقرب من 100 مليار جنيه استرليني سنويًا.

وبينما يعزو الخبراء تزايد السمنة إلى النظام الغذائي المعتمد على الأطعمة المعالجة والمليئة بالسعرات الحرارية، جنبًا إلى جنب مع نمط الحياة الساكن، فإن الصيام المتقطع قد يكون حلاً فعالًا يساعد في تقليل هذه المخاطر.

في ظل الانتشار الواسع لنظام الصيام المتقطع، تظهر الدراسات أنه قد يكون أكثر فاعلية من الحميات التقليدية التي تعتمد على عد السعرات الحرارية. بينما يظل النقاش قائمًا حول فوائده الصحية طويلة المدى، تشير النتائج الحالية إلى أنه قد يساعد الأشخاص في فقدان الوزن بشكل أسرع وأكثر استدامة.