بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

الدهون المخفية في العضلات: تهديد خفي لصحة قلبك

الدهون المخفية في
الدهون المخفية في العضلات

أظهرت أبحاث دولية الدهون المخفية التي تتراكم في العضلات، والمعروفة باسم الدهون العضلية، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدد من الحالات الصحية، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

الأمر المفاجئ هو أن الأشخاص الذين لا يعانون من مؤشر كتلة جسم مرتفع قد يتأثرون أيضًا بهذا النوع من الدهون.

ما هي الدهون العضلية؟

لطالما كانت العضلات تُعتبر مكونة بشكل رئيسي من أنسجة خالية من الدهون، ذات تركيب طويل أسطواني متراص. ومع ذلك، اكتشف الباحثون في مستشفى بريغهام والنساء وكلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، أن هناك تنوعًا كبيرًا في كمية الدهون التي قد تحتوي عليها العضلات بين الأفراد.

تُشبه هذه الدهون الصغيرة إلى حد ما التشققات البيضاء التي نراها في شرائح لحم البقر المقدد أو في لحم الستيك، والتي تضيف نكهة وغنى. ولكن بينما قد تكون هذه الدهون مرغوبة في اللحوم، فهي غير مرحب بها في جسم الإنسان.

أثر الدهون العضلية على صحة القلب

أشارت أبحاث بروفيسور فيفاني تاكيتي، مديرة مختبر الضغط القلبي في بوسطن، إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون كميات أكبر من الدهون في عضلاتهم يكون لديهم فرصة أكبر للإصابة بمشاكل قلبية، مثل النوبات القلبية أو فشل القلب (حيث لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل فعال).

أظهرت دراسة شملت 669 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 63 عامًا والذين يعانون من ألم في الصدر أو ضيق في التنفس دون وجود انسداد في الشرايين، أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات من الدهون في العضلات كانوا أكثر عرضة لإصابة الأوعية الدموية الصغيرة التي تزود القلب بالأوكسجين بالتلف.

من خلال الدراسة، تم اكتشاف أنه مع كل زيادة بنسبة 1% في الدهون العضلية، هناك زيادة بنسبة 2% في خطر تلف الأوعية الدموية الصغيرة وزيادة بنسبة 7% في خطر الإصابة بأمراض القلب.

هل الوزن مؤشر دقيق؟

ووفقًا لبروفيسور تاكيتي، يظهر هذا عيبًا في مؤشر كتلة الجسم (BMI)، حيث يمكن أن يكون لدى شخصين بنفس مؤشر كتلة الجسم كميات مختلفة تمامًا من الدهون العضلية.

وقالت تاكيتي: "بعض الأشخاص لديهم أقل من 5% من الدهون في عضلاتهم، بينما يوجد آخرون لديهم أكثر من 25% من الدهون في نفس العضلات، رغم أن مظهرهم قد يكون متشابهًا تمامًا"، وهو ما يشير إلى أنه لا يمكن الاعتماد فقط على الشكل الخارجي لتحديد مستوى الدهون العضلية.

كيف يؤثر هذا النوع من الدهون على الجسم؟

تعتبر الدهون في العضلات ضارة بشكل خاص لصحة القلب نظرًا لتأثيرها الكبير على التمثيل الغذائي. وتساهم هذه الدهون في زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الشرايين وتضييقها، ما يجعل من الصعب ضخ الدم بشكل كافٍ عبر الجسم.

وبينما يُعتقد أن الدهون الموجودة تحت الجلد (الدهون "الملساء") أقل ضررًا لصحة القلب، فإن الدهون المحيطة بالأعضاء الداخلية تعتبر أكثر نشاطًا، حيث يمكنها إفراز هرمونات ومواد كيميائية تؤثر على كيفية استخدام الجسم للطاقة، وهو ما له تأثير كبير على الصحة.

التمارين البدنية: الحل الأفضل للتقليل من الدهون العضلية

من المؤكد أن التمارين الرياضية والاحتفاظ بوزن صحي هما من أفضل الحلول للتقليل من الدهون العضلية. توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، مثل تمارين المشي أو رفع الأثقال، شهدوا انخفاضًا في مستويات الدهون العضلية، إلى جانب تقليل الدهون الأخرى في الجسم.

وفقًا لـ الدكتور بريت جودباستر، المدير العلمي في معهد الأبحاث التحويلية في Advent Health بفلوريدا، أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين التزموا ببرنامج تمارين المشي لمدة عام كامل حافظوا على مستويات الدهون العضلية في عضلات الفخذ لديهم، بينما زادت الدهون العضلية لدى أولئك الذين لم يمارسوا الرياضة.

هل يمكن للتقنيات الجديدة أن تساعد؟

في الوقت الحالي، لا يمكن قياس كمية الدهون العضلية إلا باستخدام تقنيات متقدمة مثل التصوير المقطعي (CT).

وتشير الأبحاث الحالية إلى أن أي نوع من التمارين الرياضية، بما في ذلك التمارين الهوائية مثل السباحة أو الجري، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تقليل الدهون العضلية. 

ويعتقد الباحثون أن التمرين يساعد على استخدام الجلوكوز بشكل أفضل في الجسم، مما يقلل من تراكم الدهون العضلية.