حرائق تمتد بلا هوادة.. النيران تجتاح نورث وساوث كارولاينا بالولايات المتحدة (فيديو)

عرضت قناة القاهرة الإخبارية تقريرًا تليفزيونيًا بعنوان «حرائق تمتد بلا هوادة.. النيران تجتاح نورث وساوث كارولاينا بالولايات المتحدة»، تناول فيه التأثيرات المتزايدة للتصحر والجفاف الذي يهدد مستقبل البشر ويؤثر على الأمن الغذائي والمياه الجوفية.
77 % من اليابسة أصبحت أكثر جفافًا:
وأوضح التقرير، أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن 77% من اليابسة أصبحت أكثر جفافًا مع توسع المناطق القاحلة واختفاء الأراضي الخصبة نتيجة للتغيرات المناخية والأنشطة البشرية غير المستدامة، فالتصحر لا يقتصر على قلة الأمطار فقط، بل يمتد ليشمل تغيّرات جذرية في التربة والنظم البيئية، مما يؤدي إلى فقدان الأرض لقدرتها على دعم الحياة بسبب إزالة الغابات، والرعي الجائر، والاستخدام المفرط للمياه الجوفية، ليصبح الجفاف واقعًا عالميًا يمتد من أمريكا الجنوبية إلى آسيا، ومن إفريقيا إلى أوروبا، مهددًا حياة مليارات البشر.
وأضاف التقرير، أنه رغم هذا المشهد القاتم، لا يزال هناك أمل في مواجهة التصحر، حيث تبدأ الحلول بإعادة التشجير، وتبني تقنيات الري الحديثة، وإعادة تأهيل التربة، كما تعمل بعض الدول على مشاريع طموحة مثل «الجدار الأخضر العظيم» في إفريقيا، والذي يهدف إلى زراعة ملايين الأشجار لوقف امتداد الصحراء الكبرى، في محاولة لاستعادة التوازن البيئي وحماية المناطق القابلة للزراعة.
التصحر ليس مجرد مشكلة بيئية:
واختتم التقرير، بطرح تساؤل حول مدى كفاية هذه الجهود، وما إذا كان العالم مستعدًا لاتخاذ إجراءات حاسمة قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة، مشددًا على أن التصحر ليس مجرد مشكلة بيئية، بل تحدي وجودي يتطلب تحرك عالمي عاجل قبل أن تتحول أراضينا إلى صحراء قاحلة بلا حياة.
جدير بالذكر أن أكد الدكتور محمد الطواه، خبير التغيرات المناخية، من مدينة العقبة الأردنية، أن ندرة المياه أصبحت تحديًا عالميًا كبيرًا، نتيجة لعدة عوامل، منها زيادة الطلب على المياه مع النمو السكاني والتنمية الاقتصادية، إلى جانب تغير أنماط هطول الأمطار بسبب التغير المناخي، بالإضافة إلى التلوث الناتج عن تصريف النفايات الصناعية والمبيدات الزراعية ومياه الصرف غير المعالجة، فضلًا عن انتشار المواد البلاستيكية، معتبرا أن تغير المناخ هو أحد أبرز التحديات التي تؤثر على دورة المياه بشكل مباشر.
ارتفاع درجات الحرارة عالميًا:
وفي مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح الطواه أن ارتفاع درجات الحرارة عالميًا يؤدي إلى اضطراب دورة المياه، مما يفاقم حالات الجفاف والفيضانات ويسهم في ذوبان الأنهار الجليدية.
وأشار إلى أن الإفراط في استنزاف المياه الجوفية، خاصة لأغراض الزراعة، يزيد من تعقيد مشكلة ندرة المياه، مؤكدًا على وجود تحديات أخرى، مثل الصراعات على الموارد المائية المشتركة، وتدهور النظم البيئية المائية نتيجة تدمير الأراضي الرطبة وإزالة الغابات وبناء السدود، مما يؤثر على حركة المياه الطبيعية.
ذوبان الأنهار الجليدية:
وأضاف الطواه أن ذوبان الأنهار الجليدية يتأثر بأربعة عوامل رئيسية: ارتفاع درجات الحرارة بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة، التلوث البيئي الذي يسبب امتصاص الجليد للحرارة بدلًا من عكس أشعة الشمس، تغير أنماط الطقس، والأنشطة البشرية مثل التعدين والبناء بالقرب من الأنهار الجليدية، والتي تزيد من تسارع هذه الظاهرة.
على صعيد اخر لا تعد ثعالب البحر، تلك الثدييات البحرية ذات الفراء الفاخر، من الكائنات الجذابة فقط، بل تؤدي أيضًا دورًا بيئيًا بالغ الأهمية في الحفاظ على غابات الأعشاب البحرية العملاقة.
وتُعد هذه الغابات محورية في النظام البيئي البحري، حيث تقدم الغذاء والمأوى للعديد من الأنواع البحرية.
ومع تزايد التهديدات البيئية مثل العواصف، التلوث، وارتفاع درجات حرارة المياه، تساهم ثعالب البحر في استعادة هذه الغابات من خلال السيطرة على أعداد قنافذ البحر، التي تعتبر من أكبر أعداء الأعشاب البحرية.
من خلال دراسة حالة غابات الأعشاب البحرية في جنوب كاليفورنيا وكولومبيا البريطانية، توصل العلماء إلى أن السرعة التي تنمو بها هذه الغابات تختلف باختلاف الموقع، إلا أن السبب لم يكن واضحًا في البداية لكن بحثًا حديثًا كشف عن أن تأثير ثعالب البحر على هذه الغابات يتوقف على التفاعلات بين الأنواع المختلفة في البيئة المحيطية.
وفقًا للباحث ريان لانجيندورف من جامعة كولورادو في بولدر، كانت الفكرة السائدة سابقًا هي أن الأنواع الرئيسية مثل ثعالب البحر تؤثر على النظام البيئي بطريقة ثابتة، بغض النظر عن مكان تواجدها.
وأظهرت الأبحاث الأخيرة أن تأثيرات ثعالب البحر قد تتفاوت باختلاف الأنواع الأخرى التي تتفاعل معها. في مناطق مثل كولومبيا البريطانية، حيث تكون التفاعلات بين الأنواع أقل تنافسًا، تنمو غابات الأعشاب البحرية بشكل أسرع مقارنة بمناطق كاليفورنيا، حيث تزداد المنافسة بين الأنواع، مما يبطئ نمو الأعشاب البحرية.
يستخدم العلماء الآن نموذجًا متميزًا يعرض "فيلمًا" للتفاعلات بين ثعالب البحر وقنافذ البحر والأعشاب البحرية.
ويساعد هذا النموذج في فهم التغيرات التي تطرأ على النظام البيئي، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية. ومع ذلك، فإن ثعالب البحر تواجه تهديدات كبيرة بسبب التغيرات المناخية، التي تؤدي إلى تقليص نطاقها وتعرضها لمخاطر إضافية مثل الأمراض والطفيليات وافتراس أسماك القرش.
التهديدات البيئية التي تواجه ثعالب البحر تؤثر بشكل مباشر على استدامة غابات الأعشاب البحرية، مما يعمق الأزمات البيئية في المحيطات. في الوقت نفسه، يكشف هذا البحث عن أهمية الحفاظ على هذه الثدييات البحرية وحمايتها من أجل الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية البحرية.