بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هيئة كبار العلماء تكشف سر تكليف الإنسان بالعبادة

سر تكليف الإنسان
سر تكليف الإنسان بالعبادة

العبادة ليست مجرد أوامر إلهية فرضت على الإنسان بلا هدف، بل هي نعمة وتفضُّل إلهي يحقق مصلحة العباد في الدنيا والآخرة، هذا ما أكدته هيئة كبار العلماء، مستشهدةً بكلام الإمام الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين، حيث أوضح أن الله سبحانه وتعالى لم يكلّف الخلق عبثًا أو لحاجة منه، بل رحمةً بهم، وهدايةً لهم.

العبادة.. ليست عبئًا بل منحة ربانية

قد يظن البعض أن العبادات مجرد تكاليف مرهقة، ولكن الحقيقة أنها أعظم نعمة منحها الله للإنسان. فالله ليس بحاجة لعبادتنا، بل نحن المحتاجون لها، لأنها تحقق لنا التوازن النفسي والروحي والجسدي، وتربطنا بالخالق، وتوجهنا للطريق الصحيح في الحياة.

فالعبادات مثل الصلاة، الصيام، الزكاة، والحج ليست مجرد طقوس، بل هي وسائل لتهذيب النفس، وتقوية الإرادة، وتنظيم الحياة، مما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. كما أن هذه الطاعات ليست مقتصرة على نفع الدنيا فقط، بل تمتد إلى الآخرة، حيث وعد الله الملتزمين بها بالثواب العظيم والجنة.

التكليف بين العقل والشرع

يشير الإمام الماوردي إلى أن التكليف الإلهي قائم على العقل والشرع معًا. فقد جعل الله أوامره تتوافق مع العقل السليم والمنطق، بحيث لا تتعارض التعاليم الشرعية مع الفطرة الإنسانية. فالشرع لا يأمر بشيء يخالف المعقول والمنطقي، والعقل بدوره لا ينبغي أن يرفض ما جاء به الشرع طالما أنه لا يعارضه.

ولذلك، لم يفرض الله التكليف إلا على من بلغ مرحلة النضج العقلي، أي الراشدين الذين يستطيعون التمييز بين الخير والشر، إدراك الحكمة من الأوامر والنواهي، وتحمل المسؤولية عن أفعالهم.

الرسالات السماوية.. رحمة للعالمين

لإتمام هذا التكليف، أرسل الله الرسل بالهداية والدين الحق، ليبينوا للناس طريق الخير، ويوضحوا لهم الأحكام الشرعية، ويحثوهم على اتباع ما فيه صلاح دنياهم وآخرتهم. وقد جاءت الرسالات السماوية لتكون دليلًا إلهيًا للبشرية، تحفظ حقوقهم، وتحقق العدالة بينهم، وتوجههم للطريق المستقيم.

 

العبادة في الإسلام ليست مجرد واجب ثقيل، بل هي وسيلة لتحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. فهي تنظم حياة الإنسان، وترتقي بروحه، وتجعله أكثر توازنًا وانسجامًا مع نفسه ومحيطه. والتكليف الإلهي قائم على الحكمة والرحمة، حيث جعله الله متوافقًا مع العقل والفطرة السليمة، ليكون هدايةً للبشرية، وليس مجرد اختبار أو مشقة.