بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

بعد مسلسل لام شمسية.. الإفتاء: التحرش بالأطفال من كبائر الذنوب وضد الفطرة

بوابة الوفد الإلكترونية

التحرش الجنسي بالأطفال من أفظع الجرائم التي تنتهك براءة الطفولة وتترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على الضحايا، ويعتبره الإسلام من كبائر الذنوب، في هذا السياق، جاء مسلسل لام شمسية ليُسلِّط الضوء على هذه القضية الحساسة، مُثيرًا جدلًا واسعًا، حيث كشف عن مدى قرب تلك الظاهرة منا، وأهمية التوعية المجتمعية بمخاطرها من الأقراب والمقربين للأسرة بشكل يمكن أن يكون أكبر من الغريب.

موقف الدين الإسلامي من التحرش بالأطفال

حرَّم الإسلام التحرش الجنسي بالأطفال تحريمًا قاطعًا، واعتبره من كبائر الذنوب التي تتنافى مع الفطرة السليمة والقيم الإنسانية.

 فقد أكدت دار الإفتاء المصرية أن التحرش بالأطفال يُعدُّ "انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية في المجتمع"، وأنه "فعلٌ فاحشٌ وتفحُّشٌ يُبغضُه اللهُ عزّ وجلّ".
كما أوضحت أن هذا السلوك الشاذ لا يصدر إلا عن "ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة"، مشددة على ضرورة مواجهة هذه الجرائم بصرامة حفاظًا على براءة الأطفال وسلامتهم النفسية والجسدية.

وبناءً على ذلك، فإن مرتكب هذه الجريمة يستحق عقوبة تعزيرية رادعة، تُحدَّد وفقًا لظروف الجريمة وملابساتها، بهدف حماية المجتمع وردع المجرمين، إلى أن التحرش الجنسي بالأطفال "من الفواحش المنكرة والقبائح الأخلاقية المحرمة"، وأنه "إذا وقع ذلك مع الأولاد والأقارب كان أفحش وأقبح"، مما يستوجب التشديد في العقوبة.

"لام شمسية" وكسر حاجز الصمت

يُعتبر مسلسل لام شمسية من الأعمال الدرامية الجريئة التي تناولت قضية التحرش بالأطفال بواقعية وعمق. تدور أحداث المسلسل حول معلمة، تؤدي دورها الفنانة أمينة خليل، تكتشف تعرض عدد من الأطفال في مدرستها للتحرش والتنمر، فتسعى جاهدة لدعم الضحايا وحمايتهم، بينما تواجه تحديات شخصية تهدد استقرار حياتها العائلية.

لاقى المسلسل ردود فعل متباينة؛ حيث أشاد البعض بجرأة الطرح وأهمية تسليط الضوء على هذه القضية المسكوت عنها، بينما انتقد آخرون تجسيد طفل لدور الضحية، معربين عن قلقهم من التأثير النفسي لذلك على الممثل الطفل.

دور الدراما في التوعية المجتمعية

تُبرز الأعمال الدرامية، مثل لام شمسية، أهمية الفن في معالجة القضايا الاجتماعية الحساسة وتوعية الجمهور بمخاطرها. فمن خلال تسليط الضوء على مشكلة التحرش بالأطفال، يُمكن كسر حاجز الصمت المحيط بها، وتشجيع الضحايا وأسرهم على التحدث والإبلاغ، مما يُسهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتوفير بيئة أكثر أمانًا للأطفال.

في ظل التزايد المستمر لحالات التحرش، أصبح دور الإعلام والدراما بالغ الأهمية في نقل الواقع والمساعدة في تغييره من خلال طرح الحلول وتسليط الضوء على الضحايا ومعاناتهم، الأمر الذي قد يُسهم في تحفيز الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه هذه الجرائم.