علي جمعة: رمضان فرصة للإصلاح والعودة إلى الله لا تفوتها

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن شهر رمضان هو شهر النفحات الربانية والمنح الصمدانية، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها» [رواه الطبراني].
رمضان.. شهر القرآن والعودة إليه
وأشار جمعة إلى أن هذا الشهر المبارك يجب أن يكون فرصة للعودة إلى القرآن، مؤكدًا أنه لا ينبغي للمسلم أن ينشغل بعلم غيره خلال رمضان، بل يجب عليه أن يحتضن القرآن، فيقرأه ويسمعه ليلاً ونهارًا، حتى وإن لم يفهم بعض معانيه، إذ إن تلاوته وحدها تحقق الأجر والثواب.
واستشهد بقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]، مؤكدًا أن القرآن يمتاز بالوضوح والصراحة، وهو الفرقان بين الحق والباطل.
الوضوح في الإسلام وذم الخداع والمكر
شدد الدكتور علي جمعة على أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الخداع والخيانة، مستشهدًا بعدة آيات منها:
﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ﴾ [الأنفال: 58].
﴿وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ﴾ [يوسف: 52].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27].
وأوضح أن المسلم يجب أن يكون واضحًا وصادقًا، بينما المجرمون والمنافقون يمكرون، وقد توعدهم الله بالعذاب الشديد:
﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾ [الأنعام: 124].
رمضان.. فرصة للإصلاح والعودة إلى الله
أضاف جمعة أن رمضان فرصة عظيمة لإصلاح النفس والتقرب إلى الله، مشيرًا إلى أن الإسلام دين يسر وليس عسرًا، مستدلًا بقوله تعالى:
﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ﴾ [البقرة: 185].
وأكد ضرورة أن يستغل المسلم هذا الشهر في الطاعات، والابتعاد عن اللهو والتسلية غير النافعة، والتركيز على الذكر والدعاء، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتذكير بأهمية الدعاء للمسلمين المستضعفين في كل مكان، خاصة في ظل ما تتعرض له الأمة الإسلامية من ظلم واضطهاد، داعيًا الله أن ينصرهم ويثبتهم، وأن يجعل رمضان شهر خير وبركة على الأمة الإسلامية.