6 أنواع للصبر.. مفتاح الفرج وسر النجاح في الحياة

الصبر من أعظم الفضائل التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، لما له من أثر بالغ في تخطي المحن وتحقيق الآمال، وفي هذا السياق قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن الإمام أبو الحسن الماوردي الشافعي -رحمه الله- قسم أنواع الصبر إلى ستة أقسام، تناولها الدكتور علي جمعة في حديثه، مؤكدًا على أهميتها في مواجهة تحديات الحياة.
الصبر على المخاوف والمجهول
وتابع جمعة أن أحد أقسام الصبر التي أشار إليها الماوردي هو الصبر على ما يخشى حدوثه، سواء كان خوفًا من المستقبل أو قلقًا من مصائب قد تقع. ففي كثير من الأحيان تكون المخاوف مجرد أوهام، إذ يقول الحسن البصري -رحمه الله-: "لا تحملن على يومك هم غدك، فحسب كل يوم همه". كما روي عن النبي ﷺ قوله: "بالصبر يتوقع الفرج، ومن يدمن قرع باب يلج"، مما يبرز أهمية الصبر في التغلب على القلق وانتظار الخير بثقة.
الصبر على الطموحات والتطلعات
وأضاف جمعة: أما القسم الآخر فهو الصبر على التطلعات والرغبات التي يأمل الإنسان تحقيقها، إذ قد يؤدي التسرع إلى ضياع الفرص.
وقد أشار الماوردي إلى أن من يصبر ويخطط بحكمة يصل إلى أهدافه، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "الصبر ضياء"، أي أنه ينير الطريق ويكشف الأمور بوضوح. كما قال أكثم بن صيفي: "من صبر ظفر"، وهي حكمة تتردد في أقوال العلماء والمفكرين عبر العصور.
الصبر على المصائب والمحن
واستطرد :أما النوع الأهم من الصبر، فهو الصبر عند نزول المصائب والمحن، فهو سلاح المؤمن في مواجهة الأزمات. وقد أمر الله تعالى نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان: 17). كما جاء عن النبي ﷺ قوله: "إن استطعت أن تعمل لله بالرضى في اليقين فافعل، وإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا".
الصبر طريق النجاح والفلاح
وقد أكد الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على مكانة الصبر بقوله: "الصبر مستأصل الحدثان، والجزع من أعوان الزمان".
كما قال بعض الحكماء: "بمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور"، إن الصبر ليس مجرد تحمل للآلام، بل هو موقف إيجابي يقوم على الثقة بالله والتخطيط الحكيم والسعي المستمر. فهو مفتاح تحقيق الأهداف، وسبيل للخروج من الأزمات، وسر من أسرار النجاح في الحياة.